تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، العدوان العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين، شمال الضفة الغربية، وسط عمليات تدمير واسعة للبنية التحتية وشوارع ومرافق المدينة العامة والخاصة.
وانقطع التيار الكهربائي عن جميع أنحاء مخيم جنين تزامناً مع توغل جيش الاحتلال داخل المخيم، مع تدمير كبير للبنية التحتية والمباني داخل المخيم.
ولفت سكان محليون، إلى أن قوات الاحتلال شرعت بهدم أجزاء من مسجد خالد بن الوليد، في الحارة الشرقية بمدينة جنين.
ودفعت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، بتعزيزات عسكرية جديدة لداخل مدينة ومخيم جنين، تزامنًا مع حركة آليات نشطة شهدتها الطرق والشوارع المحاذية لمخيم جنين.
واقتحمت جرافات الاحتلال وآلياته العسكرية، وسط مخيم جنين للاجئين، تزامنًا مع تدمير ممنهج للبنية التحتية وعمليات تجريف. بينما أشارت مصادر محلية إلى انفجار ضخم عند مدخل المخيم.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة باتجاه مدينة جنين ومخيمها، في وقت تواصل فيه حصار المدينة وإغلاق جميع مداخلها، حيث تتواجد في 15 منطقة سكنية.
وارتفعت حصيلة الشهداء في جنين إلى 8 بعد استشهاد الشاب محمد عرابي (32 عاماً) صباح أمس الخميس في المنطقة الشرقية، فيما نقلت طواقم الهلال الأحمر إصابتين بالرصاص الحي ما رفع عدد الإصابات إلى 3 إحداها خطيرة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر في بيان لها، إنها نقلت 86 مواطنا بعد سيطرة جنود الاحتلال على منازلهم في عدة مناطق من جنين، من بينهم 40 طفلا.
من جانبها، أعلنت التشكيلات العسكرية وفصائل المقاومة الفلسطينية عن عدة عمليات تفجير وإطلاق نار واشتباكات مسلحة، ضد آليات وجنود الاحتلال في مدينة جنين؛ لا سيما الحارة الشرقية منها.
وذكر سكان محليون أن اشتباكات "عنيفة" دارت بين مقاومين وقوات الاحتلال في الحي الشرقي بمدينة جنين.
وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنها قتلت جنديًا من قوات الاحتلال وأصابت آخرين في كمين "محكم" بالحارة الشرقية من مدينة جنين.
وأوضح قائد في القسام ان "ما جرى في الحارة الشرقية بجنين هو كمين عبوات ناسفة معدة مسبقا لاستهداف آليات الاحتلال"، مبينًا أن آليات الاحتلال "تقدمت بعد عملية تمشيط، لكن وضع العبوات المحكم أفشل المخطط وانفجرت في القوة المتوغلة".
وكانت كتائب القسام، قد صرحت في بلاغ عسكري نشرته عبر منصتها الرسمية على تطبيق "تيليغرام"، بأن "مجاهدي القسام في جنين استهدفوا آلية إسرائيلية بعبوة شديدة الانفجار، وأكدوا تحقيق إصابة مباشرة فيها وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في الحي الشرقي للمدينة".
بدورها، قالت "كتائب المجاهدين" في بلاغ عسكري فجر الجمعة، بأن مجاهدي الكتائب اشتبكوا بشكل مباشر مع قوات الاحتلال، بالرصاص الحي وفجّروا عددًا من العبوات الناسفة، في شارع حيفا في جنين.
ونوهت "سرايا القدس- كتيبة جنين"، في بيان مقتضب إلى أنها فجّرت عبوات ناسفة بآليات جيش الاحتلال في محور الجلبوني. مؤكدة "تحقيق" إصابات مباشرة.
وتابعت: "تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقًا في خط إمداد التعزيزات العسكرية على طريق السهل، كما يخوض أبطالنا اشتباكات ضارية في محاور القتال في شارع حيفا".
وأول من أمس الأربعاء، أعلن جيش الاحتلال، البدء بعملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، وُصفت بأنها "الأكبر" منذ عقدين، وشملت مدينتي طولكرم وطوباس ومخيمات تابعة لها.
ووصفت هيئة البث الإسرائيلية العملية بأنها "واسعة النطاق" مشيرة إلى أن "قوات الأمن دخلت مخيمات اللاجئين ترافقها مروحيات وطائرات من دون طيار". بينما قالت القناة "14" إن العملية العسكرية هي "الأكبر" منذ عقدين و"يتوقع أن تستمر عدة أيام على الأقل".
يُذكر أنّ الضفة الغربية تشهد تصاعدًا في عمليات الاقتحام الإسرائيلية منذ اندلاع العدون الاسرائيلي على قطاع غزة قبل عشرة أشهر بعد عملية طوفان الاقصى، ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، خلفت هذه الاعتداءات أكثر من 660 شهيدًا وحوالي 5400 جريح منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.