
أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تشكّل الركيزة الصلبة والأساسية لمحور المقاومة في المعادلات الإقليمية والدولية، واصفاً إياها بأنها "عصا موسى" في مواجهة المشروع الصهيوني ـ الأميركي.
وفي كلمته خلال الملتقى الدولي الرابع الذي عُقد تحت عنوان "إيران الإسلامية وجبهة المقاومة"، وصف الشيخ البغدادي، الثورة الإسلامية الإيرانية بأنها ظاهرة استثنائية في القرن العشرين، قدّمت نموذجاً متكاملاً في القيادة والإدارة، والعدالة، ونصرة المستضعفين، ومواجهة الظلم والاحتلال.
وأشار الشيخ البغدادي إلى أن تأسيس الجمهورية الإسلامية على يد الإمام الخميني (رضوان الله عليه) شكّل تحولاً استراتيجياً في العالم الإسلامي، مؤكداً أنه منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة، وُضعت قضايا الأمة الإسلامية في صدارة أولويات النظام الجديد، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأوضح الشيخ البغدادي، أنّ فلسطين تمثّل بوابة الدخول إلى الأراضي العربية والإسلامية، وتشكل المحور الأساس في المشروع الغربي ـ الصهيوني الرامي إلى بسط الهيمنة والسيطرة على المنطقة.
وتطرّق عضو المجلس المركزي في حزب الله إلى أهداف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، موضحاً أن المشروع الأميركي ـ الصهيوني قام على: حماية الكيان الإسرائيلي؛ السيطرة على مصادر الطاقة والنفط؛ محاربة الإسلام وقوى المقاومة؛ إسقاط الأنظمة وتفكيك دول المنطقة. وأكد أن هذا المشروع فشل في العراق وأفغانستان وسوريا، كما مُني بهزيمة واضحة في الحروب التي شنّها ضد حزب الله في لبنان.
وفي حديثه عن التطورات التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى"، قال الشيخ البغدادي إن ما يجري اليوم في فلسطين ولبنان واليمن، بل وحتى في المواجهة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو جزء من حرب شاملة تستهدف محور المقاومة بأكمله.
وأوضح أنّ "طوفان الأقصى" لم يكن سوى ذريعة لإطلاق هذه الحرب، مشيراً إلى أن الانخراط المباشر للولايات المتحدة والقوى الغربية إلى جانب الكيان الصهيوني يكشف عن مخطط أوسع يستهدف المنطقة برمّتها.
وأكد الشيخ البغدادي أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فشلا، رغم حرب مدمّرة استمرت نحو عامين على قطاع غزة، في القضاء على المقاومة؛ مصادرة سلاحها؛ استعادة أسراهم دون اللجوء إلى المفاوضات.
وفي لبنان، أشار الشيخ البغدادي إلى أنّ العدو، رغم الخسائر والدمار، عجز عن دخول القرى الجنوبية حتى بعد عشرات الأيام من القتال، فيما لا يزال اليمن الصامد واقفاً في وجه العدوان.
وفي معرض حديثه عن الخسائر، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله: "نحن لا ننكر حجم الخسائر التي تكبدناها، لكن السؤال الجوهري هو: هل يجرؤ العدو على الاعتراف بخسائره؟، بخسارة هيبة جيشه، وبالهجرة المعاكسة، وإفلاس الشركات، والانهيار النفسي في صفوف جنوده، وعجزه عن تنفيذ أي عملية برية حاسمة؟".
وأشاد الشيخ حسن البغدادي بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكداً أنها، بقيادة قائد شجاع وحكيم وفقيه، تقف في وجه طغيان العصر كما وقفت عصا موسى في مواجهة فرعون، وستُفشل ـ بإذن الله ـ المشروع الصهيوني ـ الأميركي. وختم بالقول إن المستقبل لمحور المقاومة، وإن هذا المسار هو مسار النصر الإلهي الموعود.
