القيادة البحرية تعلن ضمّ القاعدة العائمة الإستراتيجية "كردستان"

أعلنت القيادة البحرية الإيرانية ضم قاعدة عائمة جديدة تحمل اسم "كردستان"، ووصفتها بأنها منصة لوجستية واستراتيجية قادرة على دعم وحدات الأسطول أثناء عملياتها في المناطق البحرية البعيدة.

والقاعدة العائمة هي منشأة بحرية كبيرة تعمل كميناء متحرك في عرض البحر، وتوفّر مجموعة واسعة من الخدمات تشمل التموين بالوقود والمؤن وقطع الغيار، والصيانة الميدانية، والدعم الطبي، إضافة إلى مراكز اتصالات ومنصات للطائرات المروحية والطائرات المسيّرة. وتتيح هذه القدرات للسفن العمل فترات أطول دون الحاجة إلى العودة للموانئ.

وتشكل "كردستان" منصة متقدمة صمّمت لتعزيز حضور الأسطول الإيراني خارج المياه الإقليمية. وتعمل القاعدة على تزويد الوحدات البحرية بالاحتياجات التشغيلية الأساسية، وتقديم الإسناد السريع خلال المهمات، إلى جانب دعم عمليات حماية السفن وتأمين خطوط الملاحة.

كما تسهم في توسيع نطاق أنشطة الأسطول بما يشمل الدعم الجوي والإنقاذ والإسناد الطبي، مما يمنح البحرية قدرة أكبر على تنفيذ مهام طويلة المدى في عمق البحار.
 


وتتمتع القاعدة بمجموعة واسعة من الوظائف، أبرزها "دعم لوجستي شامل عبر تزويد السفن بالوقود والمؤن وقطع الغيار، وتنفيذ إصلاحات ميدانية ضرورية، ومنصات جوية متعددة لتشغيل الطائرات المسيّرة وتسهيل مهام الاستطلاع والدعم الجوي، وقدرات طبية وإنقاذ عبر تجهيزات للتعامل مع الطوارئ والإخلاء الطبي خلال العمليات البحرية، واستيعاب حمولات ومعدات ثقيلة ومساندة أمن الملاحة.

هذا وتتضمن القاعدة منصة مخصصة لهبوط المروحيات، ما يعزز قدراتها في الاستطلاع البحري ومكافحة الغواصات وتنفيذ عمليات الإمداد السريع، إضافة إلى دعم مهام الإخلاء والإنقاذ. وبفضل هذه المنصة، تعمل القاعدة كمركز عمليات متقدم قادر على إدارة مهمات بحرية وجوية متزامنة.

ويمكّن امتلاك قاعدة عائمة الأسطول من العمل لمسافات أكبر من الشواطئ، بما يعزز مرونته التشغيلية ويوسع قدرته على الانتشار في المناطق الحساسة، كما تعد هذه القواعد أداة مهمة في المهام الإنسانية، ودعم الملاحة التجارية، وإبراز الحضور البحري في المسارات الاستراتيجية.

وتعد القواعد العائمة جزءًا من منظومات الدعم البحري في العديد من القوى البحرية الكبرى، إذ تستخدم كبديل عملي للمرافئ الثابتة عندما تعمل الأساطيل في مناطق بعيدة عن الشواطئ. وقد تطورت هذه القواعد عبر العقود من سفن دعم بسيطة إلى منصات متعددة الوظائف قادرة على استيعاب المروحيات والطائرات المسيّرة، وتقديم الصيانة والإمداد وإدارة العمليات.

وتمنح هذه المنصات الأساطيل قدرة أكبر على البقاء بعيدًا عن قواعدها الأم لفترات طويلة، فضلًا عن دورها في تعزيز الاستجابة السريعة للحوادث ودعم المهام الإنسانية والعمليات الأمنية في الممرات البحرية الحساسة. ويعكس انتشار القواعد العائمة في الجيوش البحرية تقدّمًا في فلسفة إدارة العمليات البعيدة وتحولها إلى عنصر رئيسي في البنية اللوجستية للأساطيل الحديثة.

وتمثل قاعدة "كردستان" إضافة نوعية إلى البنية اللوجستية للبحرية الإيرانية، بفضل ما توفره من قدرات دعم وتشغيل واستطلاع في المسافات البعيدة، ومن خلال دمج وظائف لوجستية وطبية وجوية في منصة واحدة، تمنح القاعدة الأسطول قدرة أكبر على تنفيذ عمليات طويلة وتعزز حضوره البحري في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية.

تم نسخ رابط الخبر