
أكد خبراء ومحللون سياسيون أن وحدة اللبنانيين، شعبًا وقوى سياسية ومؤسسات رسمية، تمثل اليوم الركيزة الأساسية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، وصدّ محاولات الضغط الدولي التي تستهدف تغيير مواقف لبنان وسياساته.
وقال محسن صالح، رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، إن المطلوب ليس فقط إصدار بيانات الاستنكار، بل اعتماد نهج واضح وصلب في مواجهة العدوان.
وأضاف: “وحدة لبنان، ووحدة القوى اللبنانية، وموقف الدولة من هذا العدوان يجب أن يكون واضحًا… المطلوب الاستنكاف عن أي خطوة قد تُضعف الموقف الوطني أو تؤدي إلى الاسترخاء أمام هذا العدو”.
وأشار صالح إلى أن وقوف الدولة والقوى السياسية إلى جانب الشعب والجيش والمقاومة، يمثل أساسًا لتشكيل موقف موحد وقادر على مواجهة ما وصفه بـ“الغطرسة الأمريكية ـ الإسرائيلية”.
واعتبر أن هذا التماسك يمكن أن يقود لبنان إلى “قدر أكبر من السيادة والاستقلال”.
من جهتها، شددت الباحثة في الشأن السياسي هدى رزق على أن الوحدة الداخلية اللبنانية باتت شرطًا أساسيًا لمواجهة التحديات الراهنة.
وقالت: “الوحدة مهمة جداً لنقف في وجه العدو وفي وجه التطبيع… لأن التطبيع ليس مصلحة للبنان، بل سيضرّه اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا”.
وحذّرت رزق من أن إسرائيل “طامعة بالأرض اللبنانية وبالهيمنة السياسية والاقتصادية”، معتبرة أن تضافر الجهود داخل لبنان هو الطريق للتخلص مما وصفته بـ“نير الاستعمار والضغوط الأمريكية على الجيش والسياسيين لإرضاء إسرائيل”.
وأضافت أن بعض القوى السياسية “تتماهى مع الموقف الأمريكي”، لكنها شددت في المقابل على أن وجود حزب الله كـ“مكوّن أساسي” في لبنان يجعل من الضروري وقوف القوى السياسية إلى جانبه حفاظًا على وحدة البلد والدولة.
وأكدت أن قبول الضغوط الإسرائيلية أو التراخي في مواجهتها “يعني تهديد وحدة لبنان وسقوطه كدولة موحدة”.
ويتفق المحللون على أن المرحلة الحالية تتطلب خطابًا وطنيًا موحدًا يعزز صمود اللبنانيين، ويحول دون استغلال الانقسامات الداخلية من قبل القوى الخارجية.
كما دعوا إلى تحصين الموقف الرسمي اللبناني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والضغوط السياسية الأمريكية، بما يحفظ الاستقرار الداخلي والسيادة الوطنية.