
أكد الخبير العسكري والعميد المتقاعد منير شحادة أن التصعيد الإسرائيلي المتواصل على لبنان يندرج ضمن ما وصفه بـ“الضغط بالنار”، مشدداً على أن تل أبيب توسّع دائرة القصف والاستهداف لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية دون الحاجة إلى خوض حرب برية.
وفي تصريحات لوكالة unews، قال شحادة إن التصعيد الحالي كان متوقعاً “بعد تقديم قائد الجيش اللبناني خطته المؤلفة من خمس نقاط، والتي نزعت فتيل الانفجار، الأمر الذي لم ولن يرضي إسرائيل”، معتبراً أن تل أبيب لجأت منذ ذلك الوقت إلى تصعيد تدريجي “لإجبار لبنان على تنفيذ مخطط نزع سلاح المقاومة خارج شمال الليطاني”.
وأضاف العميد شحادة أن لإسرائيل “دوراً فعالاً وأساسيًا في تحريض الولايات المتحدة على العلاقة مع قائد الجيش”، في سياق ضغوط سياسية موازية للتحركات العسكرية.
وأوضح أن إسرائيل وسّعت في الأيام الأخيرة نطاق استهدافاتها، لتصل إلى مخيم عين الحلوة، مدعيةً استهداف قادة ميدانيين، “وتبيّن أن هذا الادعاء غير صحيح”، على حد قوله.
وذكر أن هذه الرسائل الميدانية تعكس نية إسرائيل “استهداف أي مكان للضغط على لبنان لتنفيذ مطلبها بنزع سلاح المقاومة اليوم وليس غداً”.
وأشار إلى أن التصعيد مرشّح للتمدد إلى مناطق أخرى، بوصفه سياسة “ضغط بالنار مستمرة للوصول إلى الأهداف الموضوعة”.
ورغم التهديدات المتداولة في الدوائر الرسمية ومراكز الدراسات داخل إسرائيل بشأن “عملية عسكرية برية محدودة لعدة أيام”، رأى شحادة أنه لا توجد حاجة لمثل هذا الخيار، وقال إن “إسرائيل فرضت أمراً واقعاً من حرية حركة وقصف في أي وقت ومكان، وبالتالي ليست بحاجة لغزو بري طالما تستطيع الضرب دون رادع”.
وختم بالقول إن المراقبة الميدانية تُظهر وجود “فرقة إسرائيلية واحدة فقط على المقلب الآخر من جنوب لبنان”، ما يعكس غياب أي مؤشر على نية شنّ حرب برية، مقابل استمرار الاعتماد على القصف الجوي والطائرات المسيّرة كأداة الضغط الأساسية.