ضوءٌ يخلد القصص.. "قهرمان" على برج آزادي في طهران

أقيم عرض ضوئي بتقنية الفيديو مابينغ تحت عنوان "قهرمان" (البطل) على واجهة برج آزادي في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك بالتزامن مع فعالية وطنية حملت اسم "الحدث الوطني للبطل"، والتي جاءت عقب نشر تقريظات قائد الثورة الإسلاميّة على ثلاثة كتب أدبية توثق تجارب نسائية بارزة في مسيرة الجهاد والصبر والمقاومة.

جاء العرض بتنظيم مؤسسة رودكي وبالتعاون مع المجموعة الثقافية والفنية لبرج آزادي، بهدف تكريم نماذج نسائية مؤثرة وتسليط الضوء على قصصهن كما وردت في كتب أدبية تناولت حياتهن وتجاربهن، وهي كتب نالت تقديرا رسميا لما تحمله من مضامين إنسانية ووطنية.

وركّز العرض على ثلاثية كتب حظيت بتقدير رسمي، وهي "تب ناتمام" (الحمّى التي لم تنته)، "خانوم ماه" (سيدة القمر)، "همسفر آتش و برف" (رفيقة النار والثلج).

وتقدم هذه الكتب سردًا لحياة ثلاث شخصيات نسائية مؤثرة، وهنّ "شهلا منزوي والدة الشهيد حسين دخانتشي، ناز علي‌نژاد زوجة الشهيد شیر علي سلطاني، فرحناز رسولی، زوجة القائد الشهيد سعید قهّاري".

واعتمد العرض على إسقاط مشاهد ورموز ومقتطفات بصرية مستوحاة من هذه الكتب، ليظهر دور المرأة الإيرانية في مسيرة المقاومة، ويقدم قصصا ملهمة ضمن إطار ثقافي وفني حديث.

وأشار منظمو الفعالية إلى أن هذا الحدث كان جزءا من الدورة الحادية والعشرين لاحتفال الأدب الجهادي والمقاومة، بالتزامن مع تنفيذ عروض مشابهة في ستين موقعا داخل إيران.
 


وشهد برج آزادي العديد من العروض الفنية والضوئية في السنوات الأخيرة، من أبرزها عروض استشهاد قادة المقاومة في لبنان وفلسطين وايران، حيث تمّ إضاءة البرج في أكثر من مناسبة لتكريم قادة المقاومة بعد استشهادهم، وعرضت صورهم وشعارات تخليدهم بإضاءة متناسقة وتصاميم بصرية مؤثرة، وهو ما ظهر خصوصا خلال فعاليات التضامن الإقليمي.

إضافة إلى عروض عاشوراء، إذ نفذت عروض فيديو مابينغ خلال ليالي عاشوراء تضمنت لوحات فنية مرتبطة بملحمة كربلاء وقيمها الروحية.

وعرض "بوابة الكلمات – Gate of Words" الذي قدمه الفنان الألماني فيليب غايست عام 2015، وتضمّن إسقاط كلمات متنوّعة باللغات الفارسية والألمانية والإنجليزية، مع موسيقى مصاحبة، ليحول البرج إلى لوحة ضوئية تجمع السلام والفلسفة والهوية الثقافية.

هذا وشهر البرج أيضًا عروضًا فنية وسيمفونية لبعض المناسبات.

ويواصل برج آزادي دوره كمنصة ثقافية وإبداعية في قلب العاصمة الإيرانية، حيث تستثمر المؤسسات الفنية واجهته الفريدة لإيصال رسائل وطنية وإنسانية عبر عروض الفيديو مابينغ المتطورة.

ويأتي عرض "قهرمان" مثالا بارزا على كيفية توظيف الفن الرقمي للاحتفاء بالتجارب الإنسانية والبطولات، ضمن إطار فني راق يعزز مكانة البرج كمعلم رمزي وثقافي بارز.

كما يعد برج آزادي، أو برج الحرية، واحدا من أشهر المعالم الوطنية في العاصمة الإيرانية طهران، ورمزا معماريا يعكس امتزاج التاريخ الفارسي بالحداثة. بني البرج عام 1971 على يد المعماري الإيراني حسين أمانت، ويمتد على ارتفاع يقارب 45 مترا، وقد صمم بهندسة تجمع بين العناصر المعمارية الفارسية القديمة والعناصر الإسلامية والحديثة. كما يضم متحفا تحت الأرض يستعرض قطعا تاريخية وثقافية مرتبطة بالتراث الإيراني.

وقد أصبح البرج خلال العقود الأخيرة منصة أساسية للعروض الفنية بالاعتماد على تقنيات الفيديو مابينغ وعروض الإضاءة، إذ تستغل إدارته واجهته الرخامية الضخمة لإقامة فعاليات وطنية وثقافية، إضافة إلى إظهار رسائل تضامنية أو إنسانية في المناسبات العالمية.

تم نسخ رابط الخبر