
انطلقت، صباح اليوم الخميس، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا، مراسم تشييع 13 شهيداً ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليلة الثلاثاء، بينهم أطفال، في غارة وُصفت بأنها الأعنف التي تستهدف المخيم منذ سنوات.
وأظهرت المشاهد المصوّرة وصول نعوش الشهداء إلى المخيم، وسط تجمع حاشد من الأهالي وممثلين عن الفصائل الفلسطينية وهيئات المجتمع المحلي التي استقبلت الجثامين بالهتافات والتكبيرات ورفع الأعلام الفلسطينية.
ووجّه المشاركون في مراسم التشييع تحية إلى غزة وأهلها، مؤكدين وحدة المصير بين الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ووقوفهم إلى جانب القطاع في مواجهة العدوان المستمر.
ودعت حركة حماس، في بيان، أمس الأربعاء، لاستقبال الجثامين ظهر اليوم، موضحةً الصلاة ستُقام على جثماني الشهيدين محمد خليل وجهاد صيداوي في مسجد الإمام علي بمنطقة الفيلات عصراً، على أن يُدفنوا في مقبرة سيروب، بينما ستجري صلاة العصر على باقي الشهداء في مسجد خالد بن الوليد داخل المخيم، والدفن في مقبرة درب السيم.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت فجر الأربعاء استشهاد 13 شخصاً وإصابة آخرين، نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة مكتظة داخل المخيم. ورغم ادعاء جيش الاحتلال أن القصف طال "مركز تدريب لحماس"، إلا أن الحركة نفت تماماً وجود أي منشآت عسكرية في المكان، مؤكدة أن الصواريخ أصابت ملعب ميني فوتبول معروفاً ومزدحماً بالفتيان مساءً، وأن الضحايا جميعهم مدنيون.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية حلّقت على علو منخفض فوق مناطق الزهراني وصولاً إلى صيدا قبل تنفيذ الهجوم. كما نقلت القناة الإسرائيلية "12" أن "لا قياديين جرى اغتيالهم" في الموقع المستهدف، في تناقض صريح مع الرواية الرسمية للجيش.
وتوالت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة؛ إذ وصفت لجان المقاومة القصف بأنه "مجزرة صهيونية فظيعة" تستهدف المدنيين العزّل، معتبرة أنه "صفعة لكل المراهنين على التطبيع"، ومؤكدة أن "العدو لا يرده سوى المقاومة".
فيما أصدر مكتب الشهداء والأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بياناً أدان فيه الهجوم بوصفه "عملاً إجرامياً يندرج في سجل الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات".
وفي الشمال اللبناني، نعت الفصائل واللجان الشعبية "كوكبة الشهداء"، وأعلنت الحداد غداً الأربعاء، وتنكيس الأعلام وتعطيل المدارس ورياض الأطفال وقراءة الفاتحة عن أرواح الضحايا، معتبرة أن ما جرى "عدوان سافر يهدف إلى كسر إرادة المخيمات الثابتة على حق العودة".
كما حملت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال المسؤولية، مؤكدة أن الهجوم "مجزرة جديدة بحق المدنيين" و"انتهاك لسيادة لبنان"، ومحذّرة من أنه محاولة لجرّ المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وأكدت أن "الادعاءات الإسرائيلية كاذبة"، وأن ما حدث يثبت "أن طريق المقاومة هو السبيل لمواجهة المشروع الصهيوني".
بدورها، أدانت هيئة علماء فلسطين الغارة ووصفتها بأنها "عدوان وحشي استهدف مكاناً مكتظاً بالمدنيين"، معتبرة إياها "جريمة تجمع بين الإرهاب والجبن وانتهاك قيم السماء ونواميس الأرض"، وداعية الدولة اللبنانية إلى اتخاذ ما يلزم لوقف "التمادي الخطير" في الاعتداءات.