
دبلوماسي سوداني سابق يحذّر من "مشروع استيطاني جديد" بالسودان ويدعو إلى تحرّك عربي عاجل
حذّر الدبلوماسي السوداني السابق، الدكتور محمد حسب الرسول، من خطورة المسار الذي تتخذه الحرب الدائرة في السودان، معتبراً أن الجيش السوداني والمقاومة الشعبية "لا يقاتلان قوات الدعم السريع فحسب، بل يواجهان الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بتمويل إماراتي واضح"، وفق تعبيره.
وأكد في مقابلة مع وكالة unews للاخبار، أن الصراع القائم هو "حرب إرادات" ستُحسم لصالح السودان بفضل إرادة المجتمع السوداني ومؤسسته العسكرية.
وقال حسب الرسول إن الدعم العربي للخرطوم ما يزال "سياسياً في معظمه، ولا توجد حتى الآن مساعدة حقيقية، خصوصاً على المستوى المادي، رغم ارتباط بعض الدول العربية مباشرة بتداعيات الحرب"، مشدداً على أن هذا التقاعس قد يجعل الصراع يتجاوز حدود السودان إلى كامل المنطقة.
وأضاف أن ما يجري يمثل "تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي من حدوده الجنوبية"، داعياً الدول العربية إلى مقاربة جديدة في التعامل مع الوضع، وإلى رفع مستوى الوعي العربي بخطورة ما يحدث، والمشاركة الفاعلة في دعم السودان وجيشه "لمواجهة مشروع احتلالي استيطاني يسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية بلا سكانها الأصليين".
وتطرق الدبلوماسي السابق إلى الأوضاع الإنسانية في المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، واصفاً إياها بأنها "بالغة السوء والخطورة"، ومتهماً تلك القوات بارتكاب مجازر وانتهاكات خطيرة بحق السكان الأصليين، بهدف "تطهير هذه المناطق ديمغرافياً" واستبدالهم بمستوطنين من دول الساحل الافريقي الغربي.
واعتبر حسب الرسول، أن هذا المسار يشكّل "محاولة لاستنساخ النموذج الإسرائيلي في فلسطين ولكن داخل السودان"، على حد وصفه، محذراً من أن تجاهل هذا الخطر سيجعل تداعيات الحرب تتسع لتطال كامل الإقليم.
دبلوماسي سابق: إسقاط الفاشر تم بإدارة غربية وإسرائيلية والحرب تُدار بالوكالة في السودان
اتهم الدبلوماسي السوداني السابق، الدكتور محمد حسب الرسول، أطرافاً إقليمية ودولية بالوقوف خلف سقوط مدينة الفاشر في إقليم دارفور، مؤكداً أن المدينة “محاصرة منذ عام ونصف، تماماً كما حدث في غزة”، وأن لحظة الحسم جاءت عبر “تدخل قدرات إضافية من شرق ليبيا، وخاصة طيران مسيّر تابع لقوات حفتر، وبدعم إماراتي واسع شمل مدرعات ومصفحات وأسلحة نوعية”.
وقال حسب الرسول إن العمليات العسكرية في دارفور لم تُدار فقط عبر مرتزقة قدموا من كولومبيا وأوكرانيا و18 دولة من الساحل الإفريقي، بل عبر “إدارة غربية مباشرة وإدارة إسرائيلية مكّنت من تحقيق هدف إسقاط الفاشر للسيطرة على الإقليم كاملاً”.
وأضاف أن المشروع الإسرائيلي، كما يراه، “يمتد من الفرات إلى النيل”، قائلاً: “النيل مبدأه من الخرطوم، ولذلك لا يمكن تجاهل أن السودان جزء أساسي من هذا المشروع، الذي يتجاوز حدود إسرائيل الحالية وصولاً إلى إفريقيا”.
وشدد على أن موقع السودان وموارده ومياهه يجعلانه “ساحة تنافس بين القوى الكبرى”، وأن الدخول إلى السودان يعني “فتح أبواب القرن الإفريقي كله”.
واعتبر حسب الرسول أن “المخابرات الإسرائيلية هي القوة الكبرى المسؤولة عن ما يجري في السودان”، مضيفاً أن الحرب الدائرة هي “مشروع أمريكي–إسرائيلي تنفذه الإمارات بالوكالة، باعتبارها المقاول المموّل والمشرف على تنفيذ هذا المخطط”.
وتابع أن خطوط الدعم لقوات الدعم السريع تمتد من أبوظبي إلى بنغازي والكفرة وتشاد، عبر نقل المرتزقة وتجهيزهم وتدريبهم، إلى جانب الإمدادات العسكرية. لكنه شدد في المقابل على أن “المجتمع السوداني والجيش السوداني والمقاومة الشعبية ستكون لهم الكلمة الأخيرة في دارفور، بدءاً من الفاشر وصولاً إلى كل مدن الإقليم”.
وحذّر حسب الرسول من أن الولايات المتحدة “تسعى للهيمنة على السودان كاملاً، وإن عجزت فهي ستعمل على تقسيمه جزءاً بعد جزء”، معتبراً سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء من دارفور “مرحلة إضافية من الضغط والابتزاز الأميركي–الإسرائيلي على الخرطوم”.
وختم بالقول إن السودان يواجه خياراً حادّاً: “إما الاستسلام الكامل لهذا المشروع، أو مواجهة مسار التفكيك… ومن هنا يجب قراءة ما جرى في الفاشر”.