جامعة الأزهر في غزة تستأنف استقبال طلبتها بعد عامين من الانقطاع بسبب الحرب

بعد عامين من الانقطاع القسري الذي فرضته الحرب على قطاع غزة، عادت جامعة الأزهر لفتح أبوابها أمام الطلبة الجدد، في خطوةٍ رمزية تعيد الأمل إلى آلاف الشبان الذين توقفت مسيرتهم التعليمية تحت وطأة الدمار والنزوح.

ورغم الدمار الكبير الذي لحق بمباني الجامعة ومرافقها، ساد جو من الفرح الممزوج بالرهبة في باحات الحرم الجامعي، مع عودة الحياة الأكاديمية تدريجياً، حيث تبذل الإدارة جهوداً حثيثة لإعادة تأهيل القاعات الدراسية والمختبرات لتوفير بيئة تعليمية آمنة رغم ضعف الإمكانيات.

وقال نائب رئيس الجامعة الدكتور محمد شبير في تصريح صحفي، إن الجامعة "أعادت نهضتها مما توفر مما خلّفته الحرب"، مضيفاً:"فقدنا معظم مبانينا ومعداتنا وتعرضنا لدمار واسع، لكننا اليوم ننهض كالروح التي تستيقظ من رماد الحرب، لنثبت أن الممكن قادر على الانتصار على المستحيل."

وأشار شبير إلى أن الجامعة باشرت ترميم قاعتي هاني الشوا وبيسان، إلى جانب عدد من القاعات الخاصة بطلبة الطب وطب الأسنان، موضحاً أن الفرق التقنية تمكنت من انتشال بعض كراسي التدريب من تحت الركام لإعادة تشغيلها ضمن خطة استئناف التعليم العملي تدريجياً.

من جانبها، عبّرت الطالبة هيام أبو العيش عن فرحتها بالعودة قائلةً:"اليوم جامعة الأزهر تعود بعزيمة وإرادة قوية. بعد أكثر من سنتين، رجعت للجامعة وأنا أشعر كأني أراها لأول مرة. هذا يوم يرسم ملامح الفرح بعد غياب طويل."

أما الطالبة ديما أبو الكاس، خريجة الثانوية العامة لعام 2006 بمعدل 95%، فقد روت تجربتها الصعبة خلال الحرب قائلةً:"درست تحت القصف والدمار، وتأخرت سنتين عن دراستي الجامعية. كنت أحلم بحياة جامعية طبيعية، أذهب فيها إلى قاعات الدرس لا عبر الشاشة. لكن رغم كل الصعوبات، سأتابع تعليمي لأن هذا هو حلمي."

وتستعد الجامعة لبدء مرحلة التعليم الوجاهي تدريجياً، بدءاً من الكليات الطبية، ثم الانتقال إلى الكليات الأدبية والعلوم الإنسانية، في إطار خطة متكاملة لاستعادة النشاط الأكاديمي الكامل خلال الأشهر المقبلة.

وأكدت إدارة الجامعة أن استئناف الدراسة يمثل "رسالة أمل وصمود" إلى العالم، بأن شعب غزة متمسك بالحياة والتعليم رغم الألم والخسائر، داعيةً إلى دعم الجهود الرامية لإعادة بناء مؤسسات التعليم التي تضررت خلال الحرب.

"يكفي ما حصل لمؤسساتنا التعليمية وحياتنا التي فقدنا فيها كل شيء"، ختم الدكتور شبير، مضيفاً: "الجامعة اليوم تزرع أملاً جديداً بعد ألمٍ طويل، لتقول إننا باقون على هذه الأرض نعيش بسلام ونصنع مستقبلاً يليق بأبنائنا."

تم نسخ رابط الخبر