أكد رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني، خلال كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره، أنّ فوزه يشكل بداية "جيل جديد من التغيير" في المدينة، مشدداً على أن نيويورك – التي أنجبت الرئيس دونالد ترامب – قادرة اليوم على أن تكون المثال في هزيمته سياسياً.
كلمة ممداني جاءت احتفالاً بفوزه التاريخي في انتخابات بلدية نيويورك، ليصبح أول مسلم يتولى رئاسة البلدية، في ما اعتُبر إنجازاً بارزاً للحزب الديمقراطي وإشارة قوية إلى تراجع نفوذ الجمهوريين قبل انتخابات منتصف الولاية المقررة العام المقبل.
وجاء فوز ممداني بعد حملة شرسة واجه خلالها انتقادات لاذعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن أوساط اقتصادية محافظة وإعلامية اتهمته بتبنّي "أفكار اشتراكية تهدد النظام الاقتصادي".
لكن ممداني تمكن من ترسيخ حضوره بفضل خطابه القريب من الناس، ونشاطه الميداني، وحملته الرقمية الواسعة التي ركزت على قضايا المعيشة، ووعدت بتوفير النقل المجاني داخل المدينة، ورعاية الأطفال بأسعار مدعومة، ومتاجر بلدية بأسعار معقولة.
وفاز ممداني بفارق كبير على منافسيه، بينهم الحاكم السابق أندرو كومو والمرشح الجمهوري كيرتس سليوا، مؤسس منظمة "حراس الملائكة"، رغم الدعم المالي والإعلامي الكبير الذي حظي به خصومه.
ورافق هذا الفوز انتصارات أخرى للحزب الديمقراطي في فيرجينيا ونيوجيرسي، فيما أقرّ الناخبون في كاليفورنيا مشروع قانون لإعادة رسم الدوائر الانتخابية بما يحد من التلاعب السياسي الذي اتُّهم ترامب بالسعي إلى توسيعه.
وفي أول تعليق له على النتائج، قلل ترامب من شأن الهزائم الجمهورية، قائلاً على منصته "تروث سوشال" إن السبب يعود إلى "الإغلاق الحكومي" و"غياب اسمه عن بطاقات الاقتراع".
ويرى مراقبون أن صعود ممداني – النائب السابق عن منطقة كوينز، والوجه البارز لليسار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي – يمثل تحوّلاً في المزاج السياسي الأمريكي ورسالة بأن القاعدة الشعبية تبحث عن بديل اجتماعي واقتصادي أكثر جرأة في مواجهة سياسات ترامب المحافظة.