الدورة الثانية لأولمبياد التكنولوجيا في طهران تجتذب أكثر من 12 ألف بمشاركة من 72 دولة

انطلقت فعاليات الدورة الثانية من "أولمبياد التكنولوجيا" في حديقة التكنولوجيا بردیس شرق العاصمة الإيرانية طهران، بمشاركة قياسية تجاوزت 12.149 متسابقا من 72 دولة، بينهم 1.065 مشاركا دوليا، أي ضعف عدد المشاركين في الدورة الأولى التي بلغت 6.380 متسابقا.

يمثل الحدث اليوم أحد أبرز الفعاليات الإقليمية في ميدان الابتكار والعلوم التطبيقية، جامعا المواهب الشابة والخبراء في ستة محاور تكنولوجية متقدمة هي: الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، البرمجة، الطائرات بدون طيار، إنترنت الأشياء، وروبوتات القتال.

يؤكد منظمو الأولمبياد أن الهدف الرئيسي من الحدث هو اكتشاف المواهب التقنية وجذبها وتوظيفها لتحقيق الريادة التكنولوجية الوطنية.
كما يُعد الأولمبياد حدثا استراتيجيا لتعريف مرجع تنافسي دولي في مجالات التكنولوجيا، في ظل غياب مشاركة جادة من بلدان المنطقة في هذا المجال، وترسيخ مرجعية إيران في المنافسات التقنية عبر استقطاب الطاقات الداخلية والخارجية ورفع الكفاءة الفنية للمجتمع العلمي.
ويُعد أولمبياد التكنولوجيا حدثا علميا سنويا تنظمه حديقة التكنولوجيا بردیس بهدف إتاحة منصة تنافسية للشباب والمبدعين في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتقنيات الحديثة، ويُعتبر من أكبر الفعاليات العلمية من نوعها في إيران والمنطقة.
 


المقارنة بين الدورتين الأولى والثانية
- إجمالي المسجلين (التمهيدي) في الدورة الثانية 2025: 12.146 مسجل.
- إجمالي المسجلين في الدورة الأولى 2024: 6.380 أي تضاعف تقريبا في سنة واحدة
- عدد الدول المسجلة في المرحلة التمهيدية 72 دولة.
- عدد التسجيلات الدولية: 1.065 تسجيل دولي مسجل في المرحلة التمهيدية
- عدد المجالات التنافسية في الدورة الأولى خمسة، بينما في الدورة الثانية هي ستة.

تفاصيل المشاركة حسب المحاور التكنولوجية:
1. البرمجة (Programming):
تُعد مسابقات البرمجة العمود الفقري لأولمبياد التكنولوجيا، حيث يتنافس المشاركون على تطوير خوارزميات فعالة وبرامج ذكية لحل مشكلات تقنية معقدة في مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني. ويهدف هذا المحور إلى اختبار مهارات التفكير المنطقي ودقة الكود وسرعة التنفيذ لدى المتسابقين.
وشهدت مسابقات البرمجة هذا العام تسجيلا غير مسبوق بلغ 5.613 مشاركا (محليا واجنبيا)، أي بزيادة قدرها 70% عن الدورة الماضية.
التوزيع التفصيلي جاء على النحو التالي:
- الخوارزميات (Algorithms): 1.812 مشاركا
- معالجة النصوص (Text Processing): 794
- معالجة الصور (Image Processing): 1.132
- فرونت إند (Front-End): 1.204
- باك إند (Python/Django): 1.256
- باك إند (Go): 610
- المشاركون الدوليون في البرمجة: 731
يُشار إلى أن مجموع المشاركين في البرمجة والذكاء الاصطناعي بلغ 9.188 شخصا، ما يعكس التوجه العام للابتكار في المجالين الأكثر نموا في إيران والعالم.

2. الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)
يركّز محور الذكاء الاصطناعي على تطوير الأنظمة القادرة على التعلم الذاتي واتخاذ القرار وتحليل البيانات الضخمة. وتشمل المنافسات مهام في مجالات معالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، والتعلم العميق، ما يجعلها من أكثر المسابقات تطلبا للخبرة البحثية والمعرفة الرياضية.
سجل هذا المحور نسبة نمو لافتة بلغت 170% مقارنة بالدورة السابقة.
- إجمالي المشاركين (داخلي + دولي): 3575
- منهم دوليون: 235
- إجمالي المشاركين في هذا المحور فقط: 3.340
- توزيع فرعي: 794 في معالجة النصوص و1.132 في معالجة الصور.
يعكس هذا التوسع اتساع الاهتمام الوطني والأكاديمي بمجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في إيران، حيث تحظى المراكز البحثية بدعم مباشر من حديقة التكنولوجيا بردیس.

3. الأمن السيبراني (Cybersecurity – CTF)
يُعنى محور الأمن السيبراني باختبار قدرات المشاركين على حماية الأنظمة الرقمية وكشف الثغرات والتعامل مع الهجمات الإلكترونية. ويُقام على هيئة مسابقات "Capture The Flag" التي تتطلب من الفرق اختراق أنظمة افتراضية بشكل قانوني لحل التحديات الأمنية واستعادة "العَلم" الإلكتروني كرمز للفوز.
استقطب هذا المحور 1.956 مشاركا موزعين على 1.241 فريقا، من بينهم 560 فريقا أجنبيا من 83 دولة، ما يجعله القسم الأكثر عالمية في الدورة.
وشملت المنافسات أربع تحديات رئيسية:
1. Jeopardy CTF
2. Attack-Defense CTF
3. Hardware CTF
4. Pwny Racing CTF
بلغت الجوائز المالية أكثر من 13 ألف دولار أمريكي، فيما شارك 30 فريقا من النخبة الإيرانية والدولية في المرحلة النهائية.
للمقارنة، لم تتجاوز أعداد الدورة الأولى 650 مشاركا في 403 فرق، ما يبرز قفزة نوعية في الإقبال والاهتمام.

4. إنترنت الأشياء (Internet of Things – IoT)
يُعد محور إنترنت الأشياء من أحدث المجالات المضافة إلى الأولمبياد، ويركز على ربط الأجهزة الذكية بالشبكات الرقمية لتحقيق التكامل بين العالمين المادي والافتراضي. وتتنافس الفرق في تصميم أنظمة ذكية قادرة على المراقبة والتحكم في البيئات الصناعية أو الحياتية عبر الإنترنت.
شهد هذا المحور تسجيل 175 شخصا ضمن 116 فريقا في المرحلة الأولية.
وقد أُجريت التصفيات التمهيدية لـ 62 فريقا في 4 مراكز مختلفة، بينما خاض 15 فريقا المرحلة النهائية.
وتعد هذه المشاركة أول دخول رسمي لإنترنت الأشياء في إطار الأولمبياد، بعد أن أُدرجت كمسار جديد في هذه الدورة.

5. روبوتات القتال (Combat Robots)
تجمع منافسات روبوتات القتال بين الهندسة الميكانيكية والإلكترونيات والذكاء الاصطناعي، إذ يتسابق المشاركون في تصميم روبوتات مستقلة قادرة على القتال والمناورة داخل حلبة مخصصة. وتُعتبر من أكثر الفعاليات تشويقا في الأولمبياد نظرا للجمع بين الإبداع التقني والحركة الواقعية.
ارتفع عدد الفرق المسجلة إلى 83 فريقا بزيادة 17% عن العام الماضي، فيما ضمّت المراحل التمهيدية 64 فريقا (241 عضوا) بزيادة 77% في عدد المسجلين. تنوّعت المسابقات بين ثلاث فئات:
• فئة الوزن الخفيف
• فئة الوزن الثقيل
• فئة الطلاب
تركز المنافسة على مهارات التصميم الميكانيكي والتحكم الإلكتروني واتخاذ القرار الذكي، مع تحول المسابقة هذا العام إلى نسخة أكثر احترافا وإلهاما وفق المعايير العالمية.

6. الطائرات بدون طيار (Drones)
يهدف محور الطائرات بدون طيار إلى اختبار مهارات التحكم الذكي بالطائرات الآلية في مجالات الطيران الجماعي، والمحاكاة، والقيادة الاستعراضية (FPV)، والمواجهات الجوية (Drone Combat). وتمثل هذه المسابقات نموذجا للتقنيات المستقبلية في النقل، والمراقبة، والدفاع الذكي.
بلغ عدد المسجلين الأولي نحو 1.200 شخص، شارك منهم 700 في المراحل التمهيدية، وتأهل 100 متسابق إلى المرحلة النهائية.

البعد الدولي واتساع المشاركة
بلغ عدد الدول المشاركة في التسجيل التمهيدي 72 دولة، وهو توسّع واضح مقارنة بالدورة الأولى.
كما شارك في المراحل التمهيدية 966 متسابقا دوليا، ضمن إجمالي المسجلين في فروع الذكاء الاصطناعي والبرمجة والأمن السيبراني. ويعد هذا الحضور الدولي مؤشرا على مكانة إيران المتنامية في ميادين التكنولوجيا التنافسية.
وشملت قائمة الدول المشاركة روسيا، الهند، الصين، تركيا، ألمانيا، باكستان، عمان، فيتنام، تونس، عراق، بنغلادش، أذربيجان، لبنان، اندونيسيا، رومانيا، الجزائر، هولندا، و ...، مما يعكس تنامي اهتمام الجامعات والمراكز البحثية الأجنبية بالمشاركة في الحدث.
ويُعد جذب النخب التقنية أحد أهداف الحدث الجوهرية. ولهذا، يُنظم ملتقى خاص لمديري الموارد البشرية في شركات حديقة التكنولوجيا بردیس، لبحث سبل توظيف الفائزين والمتميزين وربطهم مباشرة بالشركات الناشئة والمؤسسات الصناعية، في خطوة تهدف إلى تسريع توظيف النخب الشابة في مشاريع التكنولوجيا الوطنية.

وبذلك يواصل أولمبياد التكنولوجيا في طهران تعزيز مكانة إيران كمركز إقليمي لصناعة المستقبل، جامعًا بين المنافسة العلمية والتكامل الصناعي. وتبرهن دورته الثانية على تحوّل إيران من موقع المنافسة المحلية إلى الساحة الإقليمية والدولية في العلوم التطبيقية، مع ارتفاع عدد المسجلين من 6380 إلى 12149 خلال عام واحد وتوسع المشاركة إلى 72 دولة. وتؤكد نسب النمو القياسية في مجالي الذكاء الاصطناعي (170٪) والبرمجة (70٪) أن حديقة التكنولوجيا بردیس باتت مركز جذب حقيقي للمواهب والابتكار، ومنصة تؤسس لمرجع دائم للمنافسات التكنولوجية في المنطقة، داعمةً للتحول نحو اقتصاد المعرفة وتعزيز الحضور الإيراني في الساحة العالمية.

تم نسخ رابط الخبر