على وقع الانتهاكات المتواصلة السيادة العراقية، من قبل القوات الاميركي، والتي تثير انتقادات رسمية وشعبية واسعة، وبعد مرور اربع سنوات على قرار مجلس النواب أقدمت الحكومة العراقية، على تنظم استفتاء شعبي الكتروني حول إنهاء التواجد الاميركي في العراق.
وفي السياق، تلقى نحو 20 مليون عراقي، مؤخراً، رسائل نصية على هواتفهم من الحكومة تدعوهم للإجابة عن سؤال "بشأن رأيهم في انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق".
السؤال الذي أرسل من هاتف التواصل الحكومي الرسمي إلى المواطنين، جاء على النحو التالي: "عزيزي المواطن... هل أنت مع استمرار مهمة التحالف الدولي في العراق؟"، فيما أُرفق برابط لإرسال الإجابة بـ (نعم) أو (لا)، ينتقل بالمشاركين إلى بوابة (أور) الإلكترونية للخدمات الحكومية في العراق، ما يؤكد مجدداً أن المسح تُشرف عليه الحكومة.
وتشير الأوساط العراقية، انّ هذه الخطوة ربما تكون محاولة لإضفاء الديمقراطية على قرار إخراج وإنهاء تواجد التحالف الدولي في العراق. وبالتالي ليكون الاستطلاع "ورقة قوية" تُطرح أمام الجانب الأمريكي وعدم الظهور أمام العالم بأن القرار الحكومي كان مرهوناً برغبة فئة سياسية واحدة.
الخطوة تأتي بعد إعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الجمعة الماضي، أنه بصدد تحديد موعد بدء الحوار (مع واشنطن) لترتيبات إنهاء هذا الوجود، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، منذ أيلول/سبتمبر 2014 لقتال "تنظيم داعش".
وأكّد رئيس الوزراء أن هذا الالتزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق".
ولفت السوداني خلال تشييع جثمان القيادي بحركة النجباء الشهيد القائد مشتاق طالب السعيدي "ابو تقوى" معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي ومرافقه الشهيد علي نايف "ابو سجاد"، إلى أن "العراق تربطه مع واشنطن اتفاقية شراكة إستراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبهذا تم خرق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من المساواة في السيادة بين الدول، وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية" مضيفاً أن "العراق خسر رجلا كان همه طوال سنوات عمره أن يكون العراق حرا مستقلا".
وأوضح السوداني أن المنطقة تعيش في وضع محتقن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "بسبب السياسات العدوانية والإجرامية التي تمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة".
البرلمان العراقي سبق أن صوّت، في 5 يناير/ كانون الثاني 2020، لصالح قرار إخراج كافة القوات الأجنبية من البلاد، بعد يومين من اغتيال الولايات المتحدة، قائد قوّة القدس في حرس الثورة الاسلامية في ايران الشهيد القائد قاسم سليماني، والقيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بغارة جوية غربي بغداد.
ولكن حكومة مصطفى الكاظمي، عمدت لإقرار اتفاقية جديدة مع إدارة الرئيس جو بايدن نهاية تموز/ يوليو 2021، تُنظم عمل القوات الأمريكية الموجودة في العراق تحت مظلة التحالف الدولي، بإعلان انتقالها من الصفة القتالية إلى الاستشارية والتدريب، وتحديد مواقع وجودها وعديدهم، من دون التطرق إلى قرار البرلمان العراقي.
وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري بالعراق ونحو 900 في سوريا في إطار ما تصفه بـ "مكافحة تنظيم داعش" ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.