جنوب لبنان تحت النار: غارات إسرائيلية مدمّرة على أنصار توقع جرحى وتدمّر منشآت حيوية

خلّفت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت جنوب لبنان أضراراً جسيمة في منشآت مدنية ببلدة أنصار، حيث أظهرت مشاهد وثقتها كاميرا وكالة «unews» مباني مدمّرة بشكل شبه كامل، وأخرى تحولت إلى ركام، إضافة إلى عشرات الآليات الهندسية والمركبات المحترقة.

وقالت مؤسسة لبنان الجنوبي، التي طالت الغارات منشآتها في بيان اليوم الجمعة، إنّ "العدوان الإسرائيلي الهمجي مساء الخميس على الجنوب أدى إلى إصابة وتدمير المخزن الاستراتيجي للمؤسسة بالمحروقات وخسارة ما فيه بالكامل".

وأضافت أن "المخزن كان يحتوي على نصف مليون ليتر من مادة المازوت تُستخدم لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بمحطات وآبار المياه في القرى والبلدات الجنوبية".

وفي بلدة أنصار، عبّر سكان محليون عن غضبهم وأسفهم لما وصفوه بـ"الإجرام الإسرائيلي المنهجي" الذي يستهدف البنى التحتية والمرافق الحيوية، معتبرين أن "الجنوب أمانة يجب أن يُحفظ بأمر من الله والوطن".
 


وأكد الأهالي أنّ "ما يفعله العدو من استهدافٍ متكرر للمنشآت المدنية لا يترك أمام اللبنانيين سوى خيار الصمود والمقاومة دفاعاً عن الأرض والوطن".

وأضاف أحد السكان: "نطالب الدولة بأن تكون وقفتها فعلية لا شكلية، وأن تتجاوز بيانات الاستنكار لتبدأ بإعادة إعمار ما تهدم ودعم صمود أهل الجنوب".

فيما حمّل آخرون الحكومة مسؤولية غياب الدعم، قائلين إنّها "باتت منصاعة للضغوط الخارجية، ولم تعد تتخذ أي موقف أو إجراء حقيقي تجاه الاعتداءات".

وكان العدو الإسرائيلي قد نفذ مساء الخميس سلسلة من الاعتداءات الجوية طالت بلدات أنصار وسينيه في الجنوب، وشمسطار في البقاع، ما أسفر عن استشهاد شخص وسقوط ستة جرحى، إلى جانب خسائر كبيرة في الممتلكات والمرافق.

وقالت وازارة الصحة اللبنانية في بيان، إن الاعتداءات الإسرائيلي أدت إلى استشهاد شخص في شمسطار ببعلبك شرقي البلاد، وإصابة شخص في بنعفول بقضاء صيد، وستة آخرين بالغارات المدمرة على أنصار.

كما استهدفت الغارات كسارة ومجبلاً للباطون عند أطراف بلدة أنصار، وقبلها بساعات طالت الغارات مناطق بنعفول ورومين وحومين، إضافة إلى تلة علي الطاهر قرب كفرتبنيت، والأطراف بين الشرقية وكوثرية السياد.

أما في البقاع، فطالت غارة إسرائيلية تلة عند أطراف شمسطار.

من جهته، أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت بلدات الجنوب ومنشآتها المدنية، معتبراً أنّ "العدوان الإسرائيلي المتكرر يأتي ضمن سياسة ممنهجة لتدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة".

وأكد عون في بيانه أنّ "هذا السلوك التصعيدي يُعد خرقاً جسيماً للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية لعام 2024، ويُثبت أنّ إسرائيل تواصل انتهاك التزاماتها الدولية، ما يستدعي موقفاً دولياً حازماً يضع حداً لهذه الانتهاكات".

وبحسب الحصيلة الرسمية للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي وحتى صباح الخامس عشر من الشهر الجاري، فقد بلغت: 2112 خرقاً برياً، 2683 خرقاً جوياً، و157 خرقاً بحرياً، فيما وصل مجموع الاعتداءات إلى 4952 خرقاً.

أما حصيلة الضحايا منذ بدء التصعيد، وفق مصادر إعلامية، فقد بلغت 282 شهيداً و578 جريحاً، في مؤشر على استمرار التصعيد الإسرائيلي واستهدافه المنهجي للبنى المدنية والبشرية في لبنان.

تم نسخ رابط الخبر