
دعا البيان الختامي للمؤتمر التضامني مع الصحفيين اليمنيين، الذي نظمته لجنة دعم الصحفيين في العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية الإعلاميين اليمنيين بعد الهجوم الإسرائيلي على صحيفتي "اليمن" و"26 سبتمبر" في العاصمة صنعاء.
وأشار البيان إلى أن الهجوم في السادس والعشرين من سبتمبر أدى إلى استشهاد 31 صحفيًا وإصابة 29 آخرين، وتدمير المقرات الإعلامية، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لمبادئ حماية المدنيين، وبالأخص الصحفيين، وفق القانون الدولي الإنساني.
وشدد المشاركون على أن استهداف الصحفيين يمثل جريمة حرب بموجب المادة الثامنة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وأن حرية الصحافة ليست ترفًا بل حقًا أصيلًا، وأن الإعلام اليمني ومعه الإعلام الحر في العالم سيبقى صادحًا بالحق متحديًا كل محاولات إسكات الكلمة الحرة.
واستعرض البيان التوصيات التي خرج بها المؤتمر، والتي تضمنت مطالبة المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحرية الصحافة، مثل الاتحاد الدولي للصحفيين و"مراسلون بلا حدود"، بالتحرك الفعّال لحماية الإعلاميين، وتحويل دماء الشهداء إلى منارة للحق ورافد للمعرفة، مع التأكيد على أن الإعلام الحر سيبقى حاملًا لرسالة المهنية والأخلاقية مهما اشتدت التحديات.
وفي كلمة له خلال فعاليات اللقاء التضامني، أشاد علي الزهري عضو الهيئة التنفيذية للجنة دعم الصحفيين بموقف لبنان الثابت إلى جانب الصحفيين اليمنيين، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجوم الإسرائيلي أمام القضاء الدولي، ودعا الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى الضغط الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية الإعلاميين في مناطق النزاع.
وفي كلمة مسجلة، أشار عبد الرحمن الأهلومي، رئيس المؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون، إلى صمود الإعلام اليمني في مواجهة العدوان، مؤكدًا التزام المؤسسات الوطنية بالدفاع عن الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال، واعتبر الإعلام اليمني جزءًا من معركة الوعي والدفاع عن الحق ومواجهة الانتهاكات ضد حرية الصحافة.
كما ألقى خضر إسلام ممثل اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية كلمة شدد فيها على دعم الاتحاد للإعلام اليمني المقاوم، موضحًا أن استهداف الإعلاميين جزء من نهج منظم لإسكات الإعلام الحر، وأن دماء الصحفيين ستبقى شاهدة على قسوة العدوان وقوة رسالة الإعلام.
وأكد روني ألفا، مدير مكتب قناة الميادين، تضامن القناة مع شهداء الكلمة اليمنيين، مشيرًا إلى أن الهجوم الإسرائيلي كان مخططًا له لإسكات الإعلام الحر، لكنه لن يثني الإعلاميين عن أداء رسالتهم المهنية.
وشدد نائب نقابة الإعلام المرئي والمسموع في لبنان، وممثل الصحفيين الفلسطينيين، خالد الخليل، علىن وحدة الإعلام العربي في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وضرورة دعم الصحافة الحرة في كشف الحقائق والدفاع عن القيم الإنسانية.
واختتم محمد الزبيدي ممثل قناة المسيرة اليمنية كلمات المشاركين، مؤكدًا أن دماء الشهداء في صنعاء أمانة على عاتق الجميع، وأن استهداف الصحفيين هو استهداف للإنسانية جمعاء، داعيًا إلى تعزيز التضامن الدولي مع الإعلاميين اليمنيين وجعل قضيتهم قضية عالمية لا تُنسى.