ميهن.. إمبراطورية الألبان والاجبان الإيرانية المدعومة بأحدث التقنيات والمصانع الذكية

نشأت مجموعة "ميهن" من مشروع صغير لبيع البوظة على عربة يد في طهران إلى مجموعة صناعية كبرى. يعود التأسيس إلى أوائل سبعينيات القرن الماضي، وأن مؤسسها هو "أيوب بایدارِي"، الذي بدأ المشروع من ورشة صغيرة ثم طوع الخبرة لتأسيس منظومة إنتاج وتوزيع واسعة تضم عشرات آلاف الموظفين ومساحات إنتاجية مغطاة تقدر بمئات الآلاف من الأمتار المربعة. وانتشار شبكة توزيع تضم أكثر من 60 مركز توزيع ووصول المنتجات إلى مئات الآلاف من منافذ البيع داخليا.

قام فريق يونيوز في العاصمة طهران، بجولة ميدانية على مصانع ومرافق المجموعة الضخمة والعملاقة، وزارت أربعة منها فقط، شملت مجمعات إنتاجية ومصنع مثلجات رئيسي "مدينة المثلجات" (شهر بستني) ومجمع "مدينة الالبان مهين" (شهر لبنیات میهن) ومصنع "باندا میهن" إضافة إلى مركز توزيع بارد تابع للمجموعة. خلال الجولة لاحظنا تنظيم خطوط الإنتاج، استخدام معدات تعبئة وتغليف متقدمة، وأنظمة تبريد وتخزين موسعة تضمن الجودة وسلامة السلسلة اللوجستية. تسمح أحجام هذه الوحدات بتشغيل خطوط إنتاج متوازية لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير.

تظهر بيانات متنوعة أن مساحات الإنتاج المغطاة لمجموعة ميهن تصل إلى نحو 350,000 متر مربع، فيما توظف المجموعة آلاف العاملين (حوالي 11,000 موظف). هذه البنية التحتية الكبيرة تسمح بتشغيل خطوط إنتاج مكثفة ومتنوعة.

تسجل الشركة سعة مستودعات تبريد تقدر بعشرات آلاف الأطنان (تصل إلى ما يقارب 200,000 طن)، إلى جانب شبكة نقل مؤلفة من مئات المركبات ومراكز توزيع إقليمية.
 


خطوط إنتاج شركة ميهن تنتج ألبان واجبان (حليب، لبن، جبن، زبدة، قشدة بمختلف أنواعها واشكالها)، المثلجات بمختلف الأحجام والنكهات، عصائر ومنتجات مصنعة أخرى، وذلك من خلال دمج تكنولوجيا التعبئة الطويلة الأمد (UHT) وتقنيات التغليف الحديثة.

تعلن المجموعة أنها تغطي حصة كبيرة من السوق الوطنية في فئات محددة، أكثر من 65% من سوق المثلجات، وقرابة 50% من سوق الحليب المعقم (Sterilized/UHT)، كما تمتد شبكة توزيعها إلى أكثر من 60 مركز توزيع وتصل منتجاتها إلى ما يزيد على 200,000 منفذ بيع في أنحاء إيران. تلك الأرقام تفسر إلى حد كبير رؤية الشركة من حيث الاكتفاء والتأثير على الأمن الغذائي الجزئي للسوق المحلية.

تروج ميهن لمنتجاتها في عدد من الأسواق الإقليمية والدولية؛ وتذكر قوائمها الرسمية وأسواق العرض أن المنتجات تصدر إلى دول مثل: العراق، الامارات، باكستان، سلطنة عمان، قطر، روسيا، ماليزيا، وأفغانستان، ضمن أسواق أخرى. هذا الحضور الإقليمي يضع ميهن كلاعب في سلاسل التصدير الغذائية للمنطقة، خصوصا في المنتجات سهلة النقل أو المغلفة بطول مدة صلاحية.

تساهم ميهن في خلق وظائف مباشرة وغير مباشرة في الزراعة والنقل والتعبئة والتغليف، من خلال التوظيف وسلاسل القيمة بآلاف العمّال ومئات المورّدين (ألبان خام، مواد أولية، تغليف...).
تسوّق ميهن نفسها على مبادرات اجتماعية مثل دعم مجتمعات متضررة والمشاركة في مشاريع تعليمية وبناء مدارس.

أبرز التحديات التي تظهر في قطاع مثل ميهن، تشمل الاعتماد على سلسلة إمداد ألبان مستقرة أمام تقلبات الطقس والأسعار، تحديات النقل لمسافات طويلة، وتأثير ظروف السياسة الاقتصادية (أسعار الصرف، القيود التجارية) على المكونات المستوردة. أما الفرص فهي تكمن في: زيادة الطلب الإقليمي على المنتجات المعبأة، الاستفادة من تكنولوجيا التعبئة لتمديد فترة الصلاحية، وتطوير سلاسل منتجات جديدة (صحية، نباتية، أو جاهزة للاستهلاك).

ميهن ليست مجرد مصنع أو علامة تجارية؛ إنها منظومة إنتاج وتوزيع واسعة أثرت في صناعة الألبان والاجبان والمثلجات الإيرانية. الجولة التي قام بها فريق يونيوز على أربعة من مرافقها، أكدت قدرة الشركة على الإنتاج الكبير والتوزيع الواسع، مع تميز في التنوع المنتج والحضور الإقليمي. ومع ذلك، تبقى مرونة سلسلة التوريد والقدرة على المناورة الاقتصادية من العوامل الحاسمة لمواصلة النمو والتوسع نحو أسواق جديدة.

تم نسخ رابط الخبر