
نظم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، اليوم الاثنين، وقفة تضامنية مع الشهداء الإعلاميين الذين استهدفهم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك على طريق المشاية بين النجف وكربلاء بالعراق، تزامناً مع توافد ملايين الزائرين لإحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
وأقيمت الوقفة أمام موكب نداء الأقصى عند العمود رقم 833، وشارك فيها ممثلون عن وسائل الإعلام والصحفيون المتواجدون في العراق، حيث ألقى ممثل اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية عبد شبيب كلمة أكد فيها أن المبادرة تعبر عن وفاء لتضحيات الشهداء الإعلاميين ودورهم في نقل الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عبد شبيب: «هنا على طريق الأربعين، طريق الحرية والتحرير، يحمل فلسطين معنى مختلفًا، مستلهمين من الإمام الحسين (عليه السلام) الذي ألهم المستضعفين كيف يتحركون وينتصرون بصوتهم ودمائهم التي هي أقوى من السيف».
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين في غزة بدم بارد في محاولة ممنهجة لخنق صوت الحرية وكتم الحقيقة، مستذكراً الصحفي أنس الشريف الذي استشهد مؤخراً أثناء تأديته عمله الصحفي.
وأدان عبد شبيب صمت الهيئات الدولية تجاه هذه الجرائم، واصفاً ذلك بالتواطؤ الذي يسمح باستباحة حقوق الفلسطينيين، مطالباً بملاحقة مجرمي الحرب ومحاسبتهم.
واختتم كلمته بالتضامن الكامل مع عائلات الشهداء والزملاء في المؤسسات الإعلامية، مؤكداً أن صوت فلسطين سيبقى حراً رغم كل محاولات الاحتلال لإسكاتها.
من جانبه، أكد الشيخ الفلسطيني نزار رباح، ممثل موكب «نداء الأقصى» في العراق، أن دماء الشهداء الإعلاميين ستبقى شاهداً على جرائم الاحتلال، وأن صوت فلسطين لن يُسكت مهما حاول العدو.
وقال: «نحن نجتمع اليوم في رحاب أربعين الحسين لنعاهد كل شهيد من كربلاء إلى غزة، فالحقيقة لا تُقتل بالرصاص، والدم إذا امتزج بالكلمة الصادقة يصير أشدّ من السيف».
وأضاف أن الاحتلال لم ولن ينجح في إسكات صوت غزة كما فشل الطغاة في كتم صوت الحسين.
بدوره، أكد الإعلامي الفلسطيني مازن السريع، خلال الوقفة، على أهمية ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتفعيل قرارات المحاكم الدولية لوقف العدوان وحماية الصحفيين في غزة.
وتابع: «نقف في كربلاء مع زملائنا الإعلاميين الذين استشهدوا أثناء نقلهم للجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال، في محاولة لإسكات الحقيقة».
وأشار إلى أن استهداف الإعلاميين يؤكد خوف الاحتلال من كشف جرائمه رغم كل محاولات التعتيم.
وذكر السريع أن عدد الإعلاميين الشهداء منذ بداية العدوان تجاوز 238 صحفياً، مع سقوط عشرات آلاف الضحايا المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، معتبراً الصمت الدولي تجاه هذه المجازر وصمة عار على المجتمع الدولي، داعياً إلى تحمل المسؤولية والضغط لوقف العدوان.
واختتم بالقول: «سنواصل كإعلاميين نقل الحقيقة ودعم القضية الفلسطينية، مستندين إلى وصية الشهيد أنس الشريف، حاملين رسالته في فضح الظلم وإيصال صوت المظلومين رغم كل التحديات».
وتؤكد هذه الوقفة التضامنية على طريق الأربعين في العراق ارتباط التضامن مع القضية الفلسطينية بالمواقف الإنسانية والدينية، وتجسد رفض الإعلاميين لمحاولات الاحتلال إسكات صوت الحقيقة، في وقت تزداد فيه وتيرة العدوان على غزة وتستمر الانتهاكات بحق المدنيين والصحفيين على حد سواء.