
على طريق المشاية الممتد بين النجف وكربلاء، حيث تختلط خطوات الزائرين بعبق التراب الممزوج بالإيمان، يجلس الرسام العراقي، جمال هوني، في ركن صغير لكنه مليء بالحياة والألوان.
أمامه لوحة كبيرة تتشكل عليها ملامح الشهيد السيد حسن نصرالله والقادة، بريشة تتحرك بثقة وكأنها تكتب تاريخاً لا يُراد له أن يُمحى.
اختار هوني أن يرسم هذه الشخصيات لأنها – كما يقول – “تجسد إيمان الناس بالعدالة والحق في كل القضايا المرتبطة بالإنسان”.
وبعناية، يضع لوحاته في مواجهة الطريق، لتبدو صور القادة وكأنها ترفع التحية لجموع المشاية الذين يسرعون الخطى نحو كربلاء.
ويتوقف الزوار، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، يتوقفون أمام الركن، يحدقون في العيون المرسومة، يستشعرون ثقل المعاني، ثم يلتقطون صورة مع الرسام قبل أن يواصلوا مسيرهم. بعضهم يهمس دعاءً، وآخرون يبتسمون بإعجاب، فيما يظل هوني منحنياً على لوحته، يضيف خطوطاً جديدة ويغمس فرشاته في الألوان، موقناً أنه بذلك يوثق تاريخ المقاومة ومحورها الممتد من كربلاء حتى النصر الموعود.