على طريق المشاية بين النجف وكربلاء، وتحديدًا عند العامود رقم 1010، ينتصب موكب السيدة زينب (ع) شامخًا بخدمة الزوار، حاملاً ذكرى مؤسسه الشهيد علي حيدر الذي اغتالته "إسرائيل" في 8 تموز الماضي بجنوب لبنان، عبر غارة جوية نفذتها طائرة مسيّرة.
ومن المتوقع أن يُقام في الموكب، يوم 14 آب الجاري، إحياءً ذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد حيدر، بالتزامن مع عشية أربعينية الإمام الحسين (ع).
,كان الشهيد علي حيدر، الذي تولى إدارة الموكب منذ أربع سنوات، يعتزم القدوم إلى العراق هذا العام لتجهيز الموكب واستقبال الزوار، إلا أنّ القدر سبقه لينال مرتبة الشهادة، تاركًا إرثًا من الإيمان والخدمة. واليوم، تتصدر صورته مدخل الموكب، تستقبل الزائرين بدعاء صامت يرحب بهم ويتشرف بخدمتهم.
ويتولى أصدقاء الشهيد إدارة الموكب، ملتزمين بالقواعد التي وضعها بنفسه، وفي مقدمتها راحة الزائر ورضاه. ويقدم الموكب خدمات متنوعة، تشمل المنامة القصيرة للاستراحة، وتقديم الطعام، والاستحمام، وغسيل الملابس.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الموكب، الدكتور حسين قاسم، أن هذا الموكب الذي أسسه الشهيد علي حيدر “سيبقى قائمًا بجهود رفاقه، وفي خدمة الزوار، وفاءً لنهجه”.
فيما أوضح رياض دايخ، الذي تولى إدارة الموكب بعد استشهاد حيدر، أن مجموعة من أهل الخير والإيمان تموّل الموكب بكامل احتياجاته، كصدقة جارية عن أرواح أحبائهم.
ويشكّل موكب السيدة زينب (ع) محطة أخيرة للزوار القادمين من لبنان، قبل أن يواصلوا مسيرهم إلى مرقد الإمام الحسين (ع) في كربلاء، حيث يتوجهون من هناك بالدعاء إلى الله.