
يتواصل الزحف البشري من مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو كربلاء المقدسة، للمشاركة في إحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، وسط استعدادات أمنية وخدمية واسعة النطاق على جانبي الحدود العراقية-الإيرانية.
وتُسجّل المنافذ الحدودية، لا سيما معبر مهران في محافظة إيلام، كثافة غير مسبوقة في حركة الزوار، حيث أعلن محافظ إيلام، أحمد كرمي، أن أكثر من 6 آلاف شخص يعبرون الحدود من هذا المنفذ كل ساعة.
وأوضح كرمي أن معبر مهران لطالما كان البوابة الأبرز لزوار الأربعين بفضل الخدمات المقدمة والتنسيق المستمر مع الجانب العراقي، مشيرًا إلى أن أكثر من مليونين ومئتي ألف شخص عبروا منه منذ بداية العام الهجري الحالي وحتى مطلع شهر صفر.
وأضاف أن الاجتماعات التنسيقية التي عُقدت مع مسؤولي محافظة واسط العراقية المجاورة، ضمنت انسيابية الحركة وتوفير احتياجات الزوار، خصوصًا في ظل درجات الحرارة المرتفعة خلال هذا الموسم.
من جانبه، أكد وزير الداخلية الإيراني، إسكنـدر مؤمني، أن أكثر من مليون زائر عبروا حتى الآن من مختلف المنافذ الحدودية الإيرانية باتجاه العتبات المقدسة، متوقعًا أن يتجاوز العدد أربعة ملايين زائر خلال الأيام المقبلة.
وأشار مؤمني إلى أن ربع هؤلاء الزوار قد عادوا بالفعل إلى البلاد بعد أداء مراسم الزيارة، مشددًا على أن الأجواء تسودها الطمأنينة بفضل الجهود المشتركة التي تبذلها القوات الأمنية والجهات التنفيذية في المحافظات الحدودية، مثل كرمانشاه، إيلام، وخوزستان.
وفي تصريح صحفي من معبر شلمجة في محافظة خوزستان، أشاد الوزير الإيراني بجهود المؤسسات الحكومية والأمنية والمتطوعين الشعبيين في تسهيل مرور الزوار، مؤكدًا أن الزيارة الأربعينية تمثل رمزًا لوحدة المسلمين وتلاحمهم، وتُجسّد مشاعر المحبة والولاء للإمام الحسين عليه السلام، رغم حرارة الطقس والظروف الميدانية الصعبة.
ويأتي هذا الزخم الإيراني تزامنًا مع استعداد العراق لاستقبال عشرات الملايين من الزوار من مختلف الدول، حيث أكدت العتبات المقدسة في كربلاء أن الإجراءات الخدمية والأمنية بلغت ذروتها، في واحدة من أكبر المناسبات الدينية في العالم من حيث الحضور والتنظيم.
وتُقدَّر أعداد الزائرين هذا العام، بحسب مصادر عراقية، بأنها قد تتجاوز الـ20 مليون مشارك، وسط تواصل دائم للحشود عبر الطرق البرية والمعابر الجوية، لا سيما من إيران التي تشكل الكتلة الأضخم من المشاركين.