طبيب جريح من غزة في مؤتمر كربلاء.. جئتكم حاملاً وصية الشهداء وشاهدًا على الأمل

ألقى الطبيب الجريح محي الدين الطهراوي، أحد كوادر القطاع الصحي في غزة، كلمة مؤثرة خلال الجلسة الختامية لمؤتمر "نداء الأقصى الدولي" الرابع المنعقد في كربلاء، اليوم الأحد، تحدث فيها عن معاناة القطاع في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، واصفًا غزة بأنها "كربلاء العصر" وصوت الحق في زمن الصمت.

الطهراوي، الذي عرّف عن نفسه بأنه "ابن المخيم، وابن التهجير والنزوح"، قال إنه جاء إلى كربلاء لا كزائر بل كشاهد على المأساة، وممثل لصوت الجرحى والشهداء الذين سقطوا تحت القصف الإسرائيلي.
 


وأضاف أن أكثر من 60 فردًا من عائلته، بينهم والده ووالدته وإخوته وأبناؤهم، استشهدوا بفعل آلة القتل الصهيونية التي لا تميز بين طفل أو امرأة أو مسنّ، مؤكّدًا أن ما يجري في غزة ليس مجرد صراع سياسي أو حالة طارئة، بل جريمة ضد الإنسانية تُرتكب على مرأى من العالم.

وقال في كلمته إن "غزة تُذبح، بينما العالم يُغلق عينيه عن مشهد طفل تحت الأنقاض أو عائلة تُمحى من السجلات المدنية كأنها لم تكن"، واعتبر أن ما تتعرض له غزة هو "سياسة تجويع ممنهجة" هدفها كسر إرادة الشعب الفلسطيني وسحق معنوياته، وليس مجرد حصار أو حرب عسكرية.

وأكد الطهراوي أن المشروع الصهيوني لا يستهدف غزة وحدها، بل يسعى إلى تفكيك الإنسان الفلسطيني ومحو هويته وتاريخه، معتبرًا أن هذه السياسات تمثل "تطهيرًا عرقيًا" يجب أن يُواجَه عالميًا، داعيًا الأحرار في العالم إلى عدم الاكتفاء بالصمت أو بيانات الإدانة الشكلية.

واستحضر الطبيب الفلسطيني رمزية كربلاء ومظلومية الإمام الحسين عليه السلام، معتبرًا أن تضحيات أطفال غزة وشهدائها تجسيد حي لتلك النهضة، قائلًا: "غزة اليوم ليست مجرد قضية سياسية، بل امتداد روحي وأخلاقي لكربلاء. من هنا، من كربلاء، نُجدد العهد على نصرة الدم المظلوم، ونعلن أننا لا نرضى بالذل، ولا نقبل بالخنوع".

وختم الطهراوي كلمته بتوجيه الشكر للعتبة الحسينية والمنظمين للمؤتمر، الذين وصفهم بأنهم "أحيوا قضيتنا في زمن الخذلان والتواطؤ"، مؤكدًا أن هذا التضامن "ليس فعالية عابرة بل موقف تاريخي يُسجل في ضمير الأمة".


 

تم نسخ رابط الخبر