مفتي صور وجبل عامل: ما يجري في غزة جريمة مبرّرة دوليًا ومن وصمات العار في سجل الإنسانية

وصف مفتي صور وجبل عامل، القاضي الشيخ حسن عبد الله، ما يحدث في قطاع غزة بأنه "جريمة مبرّرة دوليًا" و"وصمة عار في جبين المنظمات الحقوقية والضمير العالمي".

وقال المفتي عبد الله في كلمة خلال اليوم الإعلامي التضامني مع غزة، الذي ينظّمه اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بمشاركة عشرات القنوات من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، إن القضية الفلسطينية ليست مأساة حديثة، بل ممتدة منذ عام 1948، حين بدأ مسلسل التهجير والعدوان على شعب تحوّل إلى مجتمع شتات بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

لكنه شدد على أن ما يجري اليوم في غزة تحديدًا هو ذروة هذا الظلم، ويتجلى في صورتين، هي فشل المنظمات الحقوقية الدولية في حماية المدنيين ووقف الجرائم المنظمة بحقهم، ما اعتبره "إفلاسًا أخلاقيًا" لهذه المنظمات.
 


وتابع "والثانية هي تواطؤ المؤسسات الدولية الكبرى، بما فيها مجلس الأمن والأمم المتحدة، بالصمت والعجز، مما أسهم، بحسب قوله، في "تحويل غزة إلى مسرح لموت جماعي ببطء عبر التجويع والتعطيش وانهيار الخدمات الصحية".

وأضاف الشيخ عبد الله "ما يُمارس اليوم في غزة ليس حربًا فحسب، بل هو حصار وتجويع حتى الموت، أمام مرأى ومسمع العالم. أطفال يموتون في الحضّانات، ونساء وشيوخ يُقتلون وهم ينتظرون رغيف الخبز. حتى المناطق المصنّفة آمنة تحوّلت إلى ساحات للقتل الجماعي".

واعتبر أن التبرير الصامت من قبل المجتمع الدولي للعدوان الإسرائيلي يُعد جريمة مضافة، مؤكّدًا أن "الصمت، هنا، ليس حيادًا بل تواطؤ، بل شراكة في الجريمة".

وقال: "حين تُبرر المجازر وتُمنح الشرعية للعدو في قتل المدنيين وتجويعهم، فإن ذلك يشكّل جريمة مكرّسة بغطاء دولي."

وختم كلمته بدعوة حاسمة إلى تحرّك عالمي فوري، قائلاً:"نناشد الضمائر الحرة، والمؤسسات الدينية، أن ترفع الصوت عاليًا بوجه هذا الاحتلال الغاصب، وبوجه الدول الكبرى التي تدعمه، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقه الكامل بالعودة، وبالحياة الكريمة كباقي شعوب الأرض."

كما شدّد على أن الجرائم المتواصلة لن تزيد أبناء الأمة إلا ثباتًا وتمسكًا بالحقوق والثوابت، وعلى رأسها محاسبة الاحتلال على كل جريمة ارتُكبت منذ عام 1948 وحتى اليوم.


 

تم نسخ رابط الخبر