
أطلق رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين، الشيخ حسان عبد الله، نداء استغاثة صارخًا أمام المجاعة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، قائلاً "فلنتحرّك قبل أن يُكتب علينا أننا خذلنا المظلومين حين استنصرونا".
وجاء ذلك خلال كلمته في اليوم الإعلامي التضامني مع غزة، الذي ينظّمه اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، بمشاركة واسعة من القنوات الأعضاء.
وفي خطاب شديد اللهجة، حمّل الشيخ عبد الله العالم الإسلامي والضمير الإنساني مسؤولية ما وصفه بـ"الفاجعة المستمرة في غزة"، قائلاً:"نحن أمام إبادة جماعية تُنفّذ بأبشع الأساليب: بالقصف، وبالحصار، وبالتجويع المتعمّد، حيث يُستهدف الجائعون عند طوابير المساعدات، ويُستشهد المئات ويُصاب الآلاف."
وأضاف: "هذا جُرم لا يرضى به دين ولا ضمير، فالشريعة الإسلامية تُحرّم حصار الأبرياء وتجويعهم، والتاريخ الإسلامي لم يشهد منع الماء حتى عن أعداء المسلمين في المعارك."
واعتبر الشيخ عبدالله أن من يشارك أو يصمت عن هذه الجرائم هو شريك فيها، مذكّراً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"من رأى منكم منكراً فليغيّره..."، ومشدداً على أن "نصرة غزة ليست خياراً، بل فريضة شرعية، وأي تخلٍّ عنها خيانة للأمة والدين."
ووجّه نداءً صريحًا إلى حكومات العالم الإسلامي، وعلى وجه الخصوص إلى شعب مصر، قائلاً "أين مسيراتكم لكسر الحصار؟ لماذا لا تتحركون؟ إن لم تفعلوا، فستحاسبكم السماء وتلعنكم صفحات التاريخ."
كما حمّل العلماء والمؤسسات الدينية مسؤولية كبرى، داعياً إلى إطلاق مبادرات إغاثية عاجلة، وإصدار بيانات واضحة من المجامع الفقهية، ودور الإفتاء، قائلاً: "الصمت الرسمي أصبح طعنة في قلب الأمة، والفتاوى غائبة في لحظة حسم مصيرية."
وختم كلمته بنداء جامع إلى المسلمين والمسيحيين واليهود وأحرار العالم أجمع وقال "التجويع الجماعي لا دين له. لا إنسانية فيه. وإنّ المسؤولية لا تسقط بالصمت. فالدول كما الأفراد ستُسأل أمام الله. فلنتحرّك قبل أن يُكتب علينا أننا خذلنا المظلومين حين استنصرونا."
يُشار إلى أن هذه الكلمة جاءت في سياق فعاليات اليوم التضامني الإعلامي الذي خصصه الاتحاد لإيصال صوت غزة، التي تواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة بفعل الحصار المتواصل وتدمير البنية التحتية، وسط تحذيرات من مجاعة شاملة تهدد أكثر من مليوني إنسان.