شهدت مدينة صيدا، عاصمة الجنوب اللبناني، مسيرة جماهيرية حاشدة تضامناً مع قطاع غزة المحاصر، ورفضاً لسياسة التجويع والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، بمشاركة واسعة من أهالي المدينة من مختلف الطوائف والاتجاهات، ووفود علمائية، إلى جانب ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية.
وانطلقت المسيرة من ساحة الشهداء، وسط أجواء من الغضب الشعبي والتضامن العميق مع غزة التي تعاني حصاراً خانقاً ومجازر متواصلة منذ أشهر، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالصمت العربي والدولي، وتدعو إلى كسر الحصار ووقف الحرب فوراً.
وشدد مسؤول "حركة أمل" في صيدا بسام كجك خلال المسيرة على أن "ما يجري في غزة هو امتحان حقيقي لإنسانيتنا وديننا"، قائلاً:"احذروا أن تمنعوا الطعام عن جائع، فإن لله عباداً إذا جاعوا عبدوه، وإن لم يأكلوا سبحوا، وإن ماتوا صائمين دخلوا الجنة شهداء. أنتم حماة بوابات السماء... والله سيذل أعداءكم كما أذل من سبقهم".
وتابع كجك:"نقف هنا باسم حركة أمل وحزب الله، ونعلن أننا باقون إلى جانب أهلنا في فلسطين، في وجه التجويع والتطبيع والخذلان، حتى لو بقينا وحدنا".
كما دعا إلى توجيه منابر المساجد نحو الوحدة ونبذ الفتنة الطائفية، مؤكداً أن "السلاح الأخطر بيد العدو الصهيوني هو سلاح الفتنة، ومواجهته تكون بالتضامن والوعي الشعبي".
من جانبه شدد مسؤول حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي (ابو ياسر)، على أن "المقاومة الفلسطينية تقف اليوم أمام جيش يملك كل تقنيات العالم، لكنها بصمودها وثباتها أربكت العدو وأفشلت مخططاته".
وأضاف:"المقاومة لن تقبل بأي تهدئة خادعة تمهد لتهجير أو استسلام. شعبنا يفاوض من قلب الجراح، والعدو فشل عسكرياً وسياسياً في كل معاركه حتى الآن".
من جهته، أكد مسؤول الجبهة الشعبية في صيدا عبد الله الدنان أن "ما يتعرض له قطاع غزة من حصار وتجويع وقتل للأطفال والنساء هو محرقة صهيونية بكل ما للكلمة من معنى"، محمّلاً المجتمع الدولي والعربي مسؤولية الصمت والتخاذل.
وقال:"نقف اليوم دفاعاً عن فلسطين، لكن أيضاً عن مستقبل الأمة العربية بأسرها، لأن ما يُخطط للمنطقة من تجزئة وتفتيت يصب في مصلحة المشروع الصهيوني والهيمنة الغربية".
المشاركون في المسيرة أكدوا أن “صيدا ستبقى قلعة للمقاومة والتضامن مع فلسطين، داعين إلى مواصلة التحركات الشعبية في مختلف المدن اللبنانية والعربية”.