
تجددت الاشتباكات المسلحة في محافظة السويداء، اليوم الأربعاء، فيما استأنفت "إسرائيل" هجماتها على مواقع عسكرية وتجمعات لقوات الأمن السورية في المنطقة تحت ذريعة "حماية الدروز".
وشهدت مدينة السويداء اشتباكات بين القوات السورية ومجموعات مسلحة درزية وصفتها وزارة الدفاع بـ"الخارجة عن القانون"، في وقت تواصل "إسرائيل" غاراتها الجوية على مواقع للجيش السوري في المحافظة، بعد تحذير وزير حرب الاحتلال لحكومة دمشق بسحب قواتها من المدينة ذات الغالبية الدرزية.
وأفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات عنيفة في أحياء متفرقة من السويداء، فجر اليوم، وخاصة في ساحة تشرين ومحيطها، حيث سيطرت القوات الحكومية على موقع عديدة داخل المدينة بعد عمليات كر وفر مع المسلحين المحليين، وسط انتشار كيثف لقناصة الجيش السوري وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
تزامناً، أظهرت مشاهد متداولة سيارات عسكرية محملة بممتلكات مدنية تغادر المدينة، في ظل تقارير عن عمليات نهب تتعرض له قرى السويداء، التي سيطرت عليها قوات دمشق.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع السورية أن قواتها "ترد على مصادر النيران مع مراعاة قواعد الاشتباك لحماية المدنيين"، بينما بدأت قوات الأمن عمليات تمشيط في الأحياء الشرقية للسيطرة على الوضع.
ووسط استمرار الاشتباكات، أشارت مصادر محلية إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في السويداء مع انقطاع الكهرباء والمياه، وإغلاق المحال التجارية، فضلاً عن نزوح عشرات عائلات من مناطق الاشتباكات.
وتفاقمت الأزمة في المستشفى الوطني، الذي يعمل منذ 72 ساعة دون كهرباء، مع نقص حاد في الأدوية والغذاء، وتحذيرات من "كارثة إنسانية" مع استمرار القصف بالقرب من المنشآت الطبية.
وفي غضون ذلك، نقلت القناة 12 العبرية عن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديده بـ"مواصلة قصف القوات السورية حتى تنسحب من السويداء"، مدعياً أن "إسرائيل لن تتخلى عن الدروز".
كما عزّز الجيش الإسرائيلي قواته على الحدود السورية بكتيبتين إضافيتين، بحجة "منع اقتحام دروز إسرائيليين للسياج الحدودي".