اوحدي: ميدان الحرب اليوم في قبضة الإعلام… واستراتيجيات العدو الثلاثية بائت بالفشل

عقد نائب رئيس الجمهورية ورئيس مؤسسة الشهيد وشؤون المضحين سعيد اوحدي، اليوم الثلاثاء مؤتمرا صحفيا، في مقر المؤسسة، كشف خلاله عن تحليل مفصل لاستراتيجيات "العدو الصهيوني" في الحرب التي استمرت 12 يوما، وأعلن حزمة من الإجراءات لدعم أسر الشهداء والجرحى وتوثيق تضحياتهم.

وافتتح اوحدي المؤتمر بالتأكيد على أن الميدان اليوم اصبح بيد الإعلاميين ووسائل الإعلام، مشيرا إلى أن "الطائرات الصغيرة" التي ظن العدو أنها ستستهدف المنشآت والمواطنين المظلومين، تحاول الآن استهداف فكر ووجدان المجتمع، لكنه حذر من أن هذا الجيل والشعب أذكى من أن يقع ضحية "أدوات إعلامية إرهابية".

وتطرق رئيس مؤسسة الشهيد إلى الهدف الحقيقي للعدوان، موضحا أن ادعاء العدو بأن الغاية منه كانت استهداف المنشآت النووية لا يمت للحقيقة بصلة، خصوصا وأن إيران كانت في ذلك الوقت مُنخرطة في جولات تفاوضية واعدة مع الولايات المتحدة.

وأضاف أن "الهدف الحقيقي تمثل في ضرب قدرات الردع العسكرية وزعزعة الاستقرار الداخلي وجر الولايات المتحدة إلى خوض قتال مباشر لأول مرة منذ تأسيسها."
 


وأوضح اوحدي أن "الاستراتيجية الأولى للعدو ركزت على اغتيال كبار القادة العسكريين، وقد أسفرت محاولات الاغتيال عن استشهاد عدد من أفضل قادة الجوفضاء وقادة الحرس الثوري، في محاولة لزرع الرعب وشل الردع الإيراني، لكن المؤسسة العسكرية ظلت صامدة. أما الاستراتيجية الثانية فكانت محاولة بث الفوضى الداخلية بعد يومين من بداية القصف، لكن حكمة قائد الثورة أكدت أن النظام مبني على مؤسسات قوية لا على شخص واحد، ففشلت مخططات العدو في زعزعة تماسك المجتمع. وفي المرحلة الثالثة، وبعد إطلاق إيران لصواريخها على أهداف داخل الأراضي المحتلة، اضطرت إسرائيل لطلب دعم القاذفات الأمريكية ثم استعادت المبادرة بطلب الهدنة."

ولم يقتصر الأمر على النتائج العسكرية فحسب، إذ لفت أوحدي إلى أن "الصواريخ الإيرانية أحدثت أضرارا كبيرة في البنى التحتية الإسرائيلية وأدت إلى أزمة اقتصادية في عدة مدن، في حين تحولت محاولات العدو لخلق فوضى اجتماعية إلى تعزيز للوحدة الوطنية والاعتزاز بالهوية الإسلامية والتاريخية."

أما على صعيد الإحصاءات فقد كشف اوحدي أن "عدد الشهداء بلغ حتى اليوم 1062 شهيدا تم تشييعهم في مختلف المدن، فيما تجاوز عدد الجرحى 5800 جريح، منهم نحو 100 لا يزالون يتلقون العلاج و34 منهم يرقدون في أقسام العناية المركزة، فضلا عن 24 جثة مجهولة الهوية محفوظة في "معراج الشهداء" في مقبرة الزهراء جنوب العاصمة. وشملت الخسائر 126 امرأة و47 قاصرا تحت سن الثامنة عشرة واثنين من الأمهات الحوامل، بالإضافة إلى 281 مدنيا و107 من أسر المضحين."

وأثرى اوحدي المؤتمر بسرد عدد من القصص الإنسانية المؤثرة، حيث روى زيارته إلى أسر الشهيد حاجي سلطاني وأسرة بهمن‌ آبادي التي فقدت أما وثلاثة من أطفالها، بالإضافة إلى رعايته للطفل ريان قاسميان، الرضيع ذو الشهرين، الذي أُصيب وفقد والديه وشقيقه. كما ذكر شهداء آخرين بارزين مثل نيما رجب بور و"شهيد الإعلام الوطني"، مؤكدا أن بعض الضحايا لم يكن لهم أي ارتباط بالمنشآت النووية.

واختتم اوحدي بالإعلان عن تشكيل لجنة خاصة برئاسة الرئيس الايراني مسعود بزشکیان لإعادة إعمار المنازل المدمرة، وبموافقة رئيس مجلس إدارة البنك المركزي على تبسيط الإجراءات المصرفية لأسر الشهداء والمتضررين، إلى جانب تغطية تأمينية كاملة لأسر الشهداء.

كما أعلن عن تعاون بين معاونتي الشؤون الثقافية والتعليمية بالمؤسسة وأمانة المجلس الأعلى لترسيخ ثقافة التضحية ومركز وثائق الثورة الإسلامية لوضع سرد وطني موحد يروي تضحيات شهداء العدوان الأخير.

وأكد أوحدي أن الحرب اليوم تخاض في ميادين الإعلام والرواية الوطنية، داعيا الإعلاميين إلى مواصلة جهودهم في نقل الحقيقة داخليا وخارجيا وتعزيز رواية التضحيات التي قدمها أبناء الشعب.

تم نسخ رابط الخبر