
احتفل المئات من أنصار الزعيم الكردي المعتقل عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، بالألعاب النارية والرقصات بعد بث بيان مصور له أكد فيه على ضرورة تسريع نزع سلاح الجماعة المسلحة، معتبراً أن إنشاء إطار سياسي تركي ديمقراطي هو "العامل الحاسم" لنجاح العملية.
وجاء تصريح أوجلان قبل يومين من موعد إلقاء الدفعة الأولى من مقاتلي الحزب أسلحتهم في كردستان العراق، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحركة قبل شهرين، منهيةً بذلك صراعاً مسلحاً دام أربعة عقود مع أنقرة أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.
وأكد أوجلان في رسالته أن "التفاصيل التنفيذية لنزع السلاح ستتم بسرعة"، داعياً إلى تشكيل لجنة برلمانية تركية للإشراف على العملية.
وفي ردود فعل متحمسة، قال أحد المحتفلين في القامشلي: "نحن سعداء جداً برؤية قائدنا وسماع صوته"، بينما أعلن آخر: "سننفذ كل ما يقوله قائدنا ونتحمل العواقب".
من جهته، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تفاؤله حيال العملية، قائلاً: "نأمل أن تنتهي هذه المرحلة بنجاح دون عراقيل".
يأتي هذا التطور بعد زيارة نواب من حزب "DEM" الكردي لأوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، حيث ناقشوا معه خطوات السلام، كما اجتمعوا لاحقاً مع أردوغان ورئيس المخابرات التركية.
ومن المتوقع أن تعلن أنقرة قريباً عن تشكيل اللجنة البرلمانية للإشراف على نزع السلاح، فيما تواصل المخابرات التركية تنسيق اللوجستيات مع العراق.
ويُعتبر هذا التحول نقطة محورية في الصراع الكردي-التركي، خاصة بعد تخلي حزب العمال الكردستاني عن مطالبه الانفصالية وتبنيه النضال السياسي، ما قد يفتح باباً جديداً أمام حقوق الأقلية الكردية في تركيا.