
أكد المحلل السياسي اللبناني، وسام ياسين، أن التصريحات الأمريكية الأخيرة حول لبنان تُمثل انزياحاً عن نهج التصعيد السابق، وتعكس إدراكاً لواقع القوة التي تمثلها المقاومة والحشد الشعبي حولها.
وفي تصريحات لوكالة يونيوز، قال ياسين إنه ما ما لم تكن تصريحات الموفد الامريكي "توم براك" في إطار التضليل الذي عوّدنا عليه الأمريكي والإسرائيلي، حيث يطلقون تصريحات مُريحة ثم يتبعونها بإجراءات عسكرية، فإننا نجد أن الجانب الأمريكي بدأ يقرأ المشهد اللبناني بواقعية بعد أن لمس عجز الرؤساء اللبنانيين الثلاثة عن تجاوز الحجج المنطقية التي تقدمها المقاومة"، مشيراً إلى أن "الحشد الشعبي والالتفاف حول المقاومة، بالإضافة إلى الاستنفار الميداني، أجبرا الطرفين الأمريكي والإسرائيلي على إعادة حساباتهم".
وأضاف ياسين أن "البرغماتية الأمريكية في التعامل مع الملف اللبناني ظهرت جلياً بعد خطاب الأمين العام لحزب الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم الذي أكد رفض التسليم أو نزع السلاح"، مستدلاً بمواقف المبعوثة الأمريكية السابقة جوي أرتيغوس التي أعلنت من على منبر الرئاسة اللبنانية استحالة تشكيل حكومة تضم حزب الله، قبل أن يتم تشكيلها لاحقاً.
وخلص المحلل إلى أن "هذا النمط من التراجع الأمريكي ليس جديداً، فالتاريخ يثبت أن واشنطن تضع سقوفاً عالية لمطالبها كي تحصل في النهاية على الحد الأدنى من أهدافها، مع مواصلة الضغوط لتحقيق المزيد"، مؤكداً أن "الواقع اللبناني اليوم يفرض معادلات جديدة تكرّس دور المقاومة كفاعل رئيسي لا يمكن تجاوزه".