
وجه عدد من الدبلوماسيين والخبراء القانونيين والممثلين عن منظمات حقوقية، في أنشطة موازية لأعمال الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، انتقادات حادة لصمت المجلس والمجتمع الدولي حيال العدوان الإسرائيلي – الأميركي على إيران، مؤكدين أن هذا الصمت يقوّض مبادئ القانون الدولي ويفاقم أزمات الأمن والسلم الدوليين.
السفير الإيراني لدى مجلس حقوق الإنسان، الدكتور علي البحريني، وصف الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية السلمية في إيران بأنها “جرائم ممنهجة تهدد أمن ورفاه الأطفال”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة شاركت بشكل مباشر في هذه الأعمال العدوانية من خلال تنفيذ ضربات عسكرية أحادية الجانب.
وأكد البحريني أن البرنامج النووي الإيراني يخضع منذ أكثر من عقدين لرقابة صارمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهماً إسرائيل والولايات المتحدة بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين المحتلة.
بدوره، قال ممثل المؤتمر الإسلامي العالمي في جنيف، الطاف حسين فاني، إن “من حق إيران كدولة ذات سيادة أن تدافع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي”، مندداً بما أسماه “الازدواجية الصارخة” في تعاطي المجتمع الدولي مع الحق في الدفاع عن النفس، حيث يُمنح هذا الحق لإسرائيل في كل مرة، بينما يُحرم منه الآخرون.
وأكد فاني أن الغارات الإسرائيلية والأميركية على إيران لم تحظَ بأي تفويض من مجلس الأمن، ما يجعلها غير مشروعة.
من جانبه، اعتبر غلام محمد صافي، منسق مؤتمر جميع أحزاب الحرية في فرع آزاد جامو وكشمير، أن الرد الإيراني على العدوان كان مبرراً، لكنه أبدى أسفه لأن الأمم المتحدة فشلت في اتخاذ موقف واضح، مضيفاً أن “العدوان على إيران يمثل انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة ولقواعد العمل الدولي”.
وشدد على أن القرارات الأحادية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل تقوّض دور مجلس الأمن وتضع النظام القانوني الدولي على المحك.
أما الدكتور عبد الصمد مخلف، أستاذ القانون الدولي والرئيس التنفيذي للمنظمة البلجيكية لحقوق الإنسان والتنمية، فقد انتقد عجز مجلس حقوق الإنسان عن الرد على الانتهاكات الممنهجة، محذراً من أن استهداف المنشآت النووية دون تخويل أممي يعرّض منطقة الشرق الأوسط لخطر الإبادة والتلوث البيئي الواسع.
ودعا مخلف إلى فرض عقوبات رادعة على "إسرائيل" وضرورة قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدورها في حماية الأمن البيئي والبشري.
واختتم الندوة الصحافي والناشط الحقوقي عبد الحسين شبيب الذي عبّر عن خيبة أمل إزاء عدم تخصيص جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة العدوان على إيران، معتبراً ذلك “فشلاً ذريعاً” في منظومة الأمم المتحدة.
وطرح شبيب تساؤلات جوهرية حول جدوى بقاء مؤسسات دولية عاجزة عن اتخاذ موقف في اللحظات الحرجة، محذراً من أن استمرار هذا الأداء “يشرّع لشريعة الغاب ويهدد السلم الدولي”.