باحث سوري: الغرب يتجاهل أزمات ومجازر سوريا حفاظاً على استقرار داخلي وهمي واعتبارات انتخابية

اعتبر مؤسس ومدير مؤسسة غنوسس للأبحاث، عمار وقاف، أن تجاهل الدول الغربية لبعض المجازر والانتهاكات التي تجري في سوريا، يعود إلى "حسابات داخلية تتعلق باستقرارها السياسي والاجتماعي"، وليس فقط بموقفها من الملف السوري.

وفي مقابلة مع وكالة يونيوز للأخبار من جنيف، قال وقاف إن "الدول الغربية بحاجة لأن توحي لمواطنيها وناخبيها بأن الأوضاع في سوريا تسير نحو الاستقرار، لتبرير توقف الدعم أو ترحيل اللاجئين، وهو ما يرتبط مباشرة بقضايا انتخابية داخلية متفاقمة، خصوصاً في ظل تصاعد التيارات اليمينية في أوروبا".

وأشار وقاف إلى أن قضية اللاجئين السوريين باتت تؤرق المجتمعات الغربية، موضحاً أن "هناك ميلاً متزايداً لدى بعض الأحزاب اليمينية لربط الاستقرار في سوريا بإمكانية إعادة هؤلاء اللاجئين، ما يخفف من العبء المالي ويمنع مزيداً من الهجرة".
 


وفي سياق متصل، تساءل وقاف عن أسباب "التعتيم الإعلامي" الذي رافق مجازر الساحل السوري في مارس/آذار الماضي، واصفاً الاستجابة الغربية بأنها "بطيئة وغير كافية"، مرجحاً أن يكون ذلك بهدف تجنب إثارة القلق من موجات لجوء جديدة.

وانتقد وقاف تبريرات بعض المسؤولين الأمميين في تفسير ما يحدث من عنف، واصفاً إياها بأنها "غير موفقة بل وخطيرة"، وقال: "لا يمكن تبرير استهداف المدنيين، ولا يمكن تحميل الضحية جزءاً من المسؤولية تحت أي ذريعة".

وذكّر بمأساة الإيزيديات في العراق وما تعرضن له من سبي وبيع في سوق النخاسة، مشيراً إلى أن "بعض الفصائل المتطرفة تتبنى فقهًا يشرّع مثل هذه الانتهاكات ضد الأقليات خلال النزاعات المسلحة، وهو ما يجب أن يُؤخذ بجدية في محافل الأمم المتحدة".

وختم وقاف بالإشارة إلى أن معالجة الأزمات في سوريا لا يجب أن تتم وفق مصالح سياسية ضيقة أو هواجس انتخابية، بل من خلال الاعتراف بحجم الكارثة الإنسانية ووضع حقوق الإنسان في صدارة المعالجة الدولية.

تم نسخ رابط الخبر