
وسط قاعات مجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية، تنتصب خيمة الجمهورية الصحراوية كرمز للهوية والمقاومة، لشعب عازم على تحقيق استقلاله.
خيمةٌ ليست مجرد قطعة قماش، بل اختزالٌ لذاكرة شعب يناضل من أجل تقرير مصيره، وهي اليوم تحتضن زوارها بكرم الصحراء، ونكهة الشاي الممزوجة بالعزيمة.
"أنت في ضيافة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، تقول اللافتة، فيما ينساب الشاي الصحراوي في الأكواب، حاملاً معه نكهة الاستقلال الموعود، ودفء المبدأ في وجه رياح السياسة.
إنها ليست فقط خيمة .. إنها الوطن كما يراه الصحراويون: بسيط في مظهره، عظيم في رمزيته، عنيد في حضوره، و مفتوحٌ أمام العالم ليرى وجه الحقيقة.
فالخيمة هي الملجأ والمسكن بالنسبة للصحراويين، ولاسيما اللاجئين منهم، و هي ترمز الى كل امرأة صحراوية مناضلة نحو الاستقلال، وفق ما تعبّر احدى النساء المناضلات القيّمات عليها.
والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% من مساحتها، لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تطالب بالسيادة عليها.
و تقترح الرباط منح هذه المنطقة حكماً ذاتياً تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نصّ عليه اتّفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.
وتعتبر الأمم المتحدة المنطقة التي تحتوي على ثروات سمكية واحتياطات كبيرة من الفوسفات، من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".