
تُعد الجنبية اليمنية (الخنجر) من أبرز الرموز التراثية التي تجسد هوية المجتمع اليمني، وهي تمثل موروثًا عميق الجذور ارتبط بالإنسان اليمني منذ آلاف السنين، وعلى الرغم من انتشار الحداثة في العصر الحالي إلا أن اليمنيين حافظوا على ارتداء الجنبية حتى اليوم.
ورغم انتشار تجارة وصياغة الجنابي في كل المدن اليمنية إلا أن مدينة صنعاء القديمة، اليوم، تُعتبر أبرز المدن اليمنية في صناعة وتجارة الجنابي.
ويحرص معظم اليمنيين على التمنطق بالجنبية، أي لبسها على الخصر، والتي تعد من لوازم الزينة للرجل اليمني، وإظهار مكانة اجتماعية خاصة له، فهي ذات رمزية ثقافية تقليدية وتحمل دلالات القبلية في المجتمع اليمني.
ويعود تاريخ الجنبية اليمنية إلى قرون قديمة، لا تُعرف بدايتها الدقيقة، وإنما ظهرت تماثيل لملوك الحضارة اليمنية القديمة، وهم يرتدون الجنبية بهيئتها الأولى الخنجر العربي، على الخصر.
وفي حديث لوكالة يونيوز للأخبار، أكد الحرفي اليمني، عبده اليوسفي، أن "الجنبية مقتنى أثري وموروث ثقافي شعبي يتوارثها اليمنيون منذ آلاف السنين، ولها عدة استخدامات منها ما يتعلق بفض النزاعات أو ما يعرف محلياً ب"التحكيم"، فإذا حدث نزاع بين شخصين، فإن الشخص المخطئ يحكم الطرف الآخر بالجنبية لإيقاف النزاع، ونادراً ما تستخدم في الدفاع عن النفس".
وأشار اليوسفي إلى البعد الجمالي الذي تمنحه الجنبية لمرتديها، قائلاً إن
"الجنبية تستخدم كمنظر جمالي، بحيث إنها تزين المظهر الخارجي للرجل".
وعن أنواع الجنابي وقيمتها، أوضح اليوسفي أن "الجنابي عدة أنواع منها ما يُصنع من قرن وحيد القرن وهي الأغلى ثمناً، ومنها ما يُصنع من قرون الأبقار ومنها ما يُصنع من البلاستيك، مبيناً أن النوع الأصفر 'الصيفاني' هو الأغلى ثمناً، يليه النوع الأخضر 'الأسعدي'".
وفي ما يتعلق بمراحل صناعتها، بيّن اليوسفي أن هذه الحرفة تمر بعدة مراحل، وقال إن "صناعة الجنابي تمر بعدة مراحل، أولها مرحلة التقطيع وهي المرحلة الأصعب، أما المرحلة الثانية فتتمثل بإعداد الشكل القائم للجنبية، والمرحلة الثالثة المسماة بـ'التطعيم' وتتمثل بزراعة القرن بالذهب والفضة، والمرحلة الرابعة هي المرحلة التجميعية وتتمثل بتجميع كل القطع وتركيبها بالشكل النهائي".
بدوره، تحدث حسين العزيري، وهو أحد بائعي الجنابي، مشددًا على الأهمية الرمزية للجنبية في الثقافة اليمنية، وقال إن "الجنبية اليمنية تعكس حضارة وتاريخ الإنسان اليمني، وتعطي الرجل اليمني هيبة ومنظراً بارزاً، ولكل محافظة شكل محدد يعكس تاريخ المنطقة نفسها".
ولفت إلى أن استخدام الجنبية تطور مع الزمن، وقال: "اليوم تستخدم الجنبية مظهر جمالي إلا أنها كانت تستخدم في الماضي كسلاح للدفاع عن النفس".
وأشار العزيري إلى الفروقات السعرية بين أنواع الجنابي، قائلاً:" بحكم أن الجنابي المصنوعة من قرن وحيد القرن باتت غالية الثمن، بحيث أنها قد تصل إلى خمسة آلاف دولار ومافوق حتى المليون دولار، عمل الحرفي اليمني على إيجاد البدائل بمايتناسب مع دخل الإنسان البسيط مثل الجنابي المصنوعة من الخشب والبلاستيك والفايبر".
وتتكون الجنبية اليمنية، من رأس وخنجر (مقبض الجنبية، والنصلة)، ويتم وضعها في جهاز الجنبية (الغمد)، وحزام يُلَفُ على خصر الرجل.
يتم ارتداء الجنبية اليمنية بطريقتين إما يتم وضع غمد الجنبية على جنب الخصر ويكون منحنيا، أو تُلبس في الجزأ الأمامي مما يلي الصدر عندما يكون الجهاز مصنوعاً على شكل حرف "ل"، وهي الأكثر انتشاراً.