
أكد الخبير الإيراني في شؤون غرب آسيا "سعد الله زارعي" أن التوتر القائم بين تركيا والكيان الصهيوني لن يُحل عبر اتفاق سياسي، مشيراً إلى أن تل أبيب لا ترى في الحلول الدبلوماسية وسيلة ناجعة لإنهاء النزاعات، بل تسعى لفرض وقائع عبر القوة العسكرية.
وأشار زارعي، في ندوة إعلامية بعنوان "طبيعة التوترات بين الكيان الصهيوني وتركيا في سوريا"، إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد انهيار حكومة بشار الأسد، موضحاً أن الكيان الذي كان يتجنب تجاوز الخطوط الحمراء في السابق، أصبح اليوم يشن غارات واسعة دون تردد.
ولفت زارعي إلى أنّ "الكيان الصهيوني ينظر إلى مستقبل سوريا بقلق بالغ من زاويتين أساسيتين: أولاً، إمكانية إعادة إنتاج قوى المقاومة داخل المجتمع السوري، وثانياً، احتمال قيام حكومة ذات توجهات إخوانية في دمشق، لا سيما مع ارتباط "هيئة تحرير الشام" بحركات الإخوان المسلمين ودعم تركيا لهذه الجماعات".
واعتبر زارعي أن "هذه الاحتمالات تثير مخاوف إسرائيلية عميقة، حيث إن الحكومة التركية الإخوانية قد تسعى لتوسيع النفوذ الإخواني عبر سوريا، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديداً مباشراً".
وبحسب زارعي فإن "القضاء على البنى الدفاعية السورية والسيطرة على المناطق الاستراتيجية يمثلان أهدافاً استراتيجية للكيان الصهيوني، ما يفسر استمرار الغارات الجوية العنيفة، والتي بلغت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة نحو 500 هجوم".
وأشار زارعي إلى أن "تركيا، في محاولة لتجنب التصعيد العسكري مع الكيان، تسعى لفتح قنوات دبلوماسية عبر وساطة أذربيجان، إلا أن اللقاء المخطط له بين الرئيس التركي ورئيس وزراء الكيان في باكو أُلغي بسبب تفاقم التوترات".
ورأى الخبير الإيراني أن "احتمالات نجاح اتفاق سياسي بين الجانبين ضعيفة للغاية، كون الكيان الصهيوني لا يثق باستدامة مثل هذه الاتفاقات مع تغيّر الحكومات والظروف، ويعمل بدلاً من ذلك على تصفية التهديدات الأمنية بالقوة".
كما شدد زارعي على أن "الوساطات الدولية، بما فيها الأمريكية، لن تفضي إلى تهدئة حقيقية"، مضيفاً أن "المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية غير قادرة على ممارسة أي ضغط فعلي، إذ تكتفي بإصدار البيانات دون تحرك عملي".
وأكد زارعي أن "سوريا لا تملك خياراً سوى الاعتماد على قدراتها الذاتية لتعزيز أمنها"، معتبراً أن "امتلاك قوة ردع داخلية سيجعل من المستحيل على الكيان الصهيوني الاستمرار في عدوانه بحرية تامة".