
تشهد المرحلة الأولى للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان إقبالاً لافتاً وصلت نسبته إلى 38% بحسب وزارة الداخلية، حيث تصدر قضاء كسروان بنسبة 44.78% يليه جبيل بـ42.29%، فيما سجلت بقية الأقضية نسباً تتراوح بين 27% و32%.
وجاء هذا الإقبال الكبير الذي شمل 266798 مقترعاً حتى الآن، تعبيراً عن رغبة شعبية جامحة في التغيير بعد سنوات من التأجيل بسبب الأزمات المتلاحقة.
ووصف مراقبون أجواء الاقتراع بأنها "تاريخية"، حيث توافد اللبنانيون منذ الساعة السابعة صباحاً إلى مراكز الاقتراع في مشهد يعكس توقاً شعبياً لاستعادة الحياة الديمقراطية.
وأكد النائب في البرلمان اللبناني، فادي علامة أن العملية الانتخابية الجارية تمثل "عرس ديمقراطية جديد" يعكس قناعة اللبنانيين بالعمل البلدي كأداة للإنماء، مشدداً على أن المجالس البلدية المقبلة ستواجه "استحقاقات وتحديات كبيرة" تتطلب عملاً متجانساً وفريقاً موحداً قادراً على تلبية مطالب المواطنين.
وفي دائرة الغبيري ببيروت، أكد المرشح حسين الخنسا أن لائحة "التنمية والوفاء" التي ينتمي إليها تم تشكيلها باختيار مباشر من العائلات في المنطقة، بدعم من "الثنائي الوطني"، معبراً عن أمله في "تحمل المسؤولية وخدمة الأهالي" كما حدث خلال أعمال إعادة الإعمار بعد الحرب.
من جانبه، أوضح عضو حركة أمل مفيد الخليل أن عملية اختيار مرشحي اللائحة تمت بشكل ديمقراطي من قبل العائلات، وليس بتعيين من القيادات السياسية، مؤكداً أن "كل عائلة اختارت مرشحها لعضوية المجلس البلدي أو رئاسته".
وقد أشادت التقارير بدور القوى الأمنية في تأمين سير العملية الانتخابية بسلاسة، رغم بعض الحوادث المحدودة التي وصفها مسؤولون بأنها "طبيعية في ظل التنافس الديمقراطي".
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قد تابع عن كثب سير العملية الانتخابية، حيث زار غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية برفقة وزيري الداخلية والعدل، مؤكداً أن "الانتخابات فرصة للمواطن لممارسة حقه الطبيعي في اختيار من يخدم مصلحة بلدته".
من جانبه، أعرب وزير الداخلية أحمد الحجار عن سعادته "بإعادة انتظام الوضع في لبنان"، معتبراً أن هذه الانتخابات تمثل "انطلاقة جديدة" للبلاد.