الأسير المحرر احمد خشان يروي تفاصيل حياته في السجن واللحظات الأخيرة قبيل الإفراج عنه

بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، جاء تحرير الأسرى ليكون أحد أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها بفضل صمود المقاومة وتضحيات الأسرى وعائلاتهم.

تمثل صفقة التبادل هذه لحظة تاريخية هامة، حيث شهدت الإفراج عن العديد من الأسرى الفلسطينيين الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال، ليلتئم شملهم مع عائلاتهم في لحظات مليئة بالعواطف.

وتعكس هذه الصفقة قوة المقاومة وعزمها على تحقيق الحرية للأسرى، وتعزز الأمل في استمرار الكفاح من أجل تحرير جميع المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

وقال الأسير المحرر احمد خشان "الحمد لله الذي منّ علينا بتحررنا، وفي مقدمة ذلك، كنت دائمًا أدعو الله في صلاتي أن أتمكن من العودة إلى أهلي قبل ذكرى استشهاد أخي، حتى أكون معهم في هذا اليوم. في تلك اللحظة، كنت أحضر ذكرى استشهاد أخي، ولكنني لم أكن موجودًا في مكان جثمانه، بل كنت برفقة إخواني في هذا اليوم الذي نحمد الله عليه. لقد استشهد أخي في جنين، في منطقة بير الباشا، وإن شاء الله يكون شهداءنا في الجنة".

واضاف خشان "أما بالنسبة للحظة إبلاغي بالصفقة، فقد تم نقلنا من قسم الساعة الثانية والنصف عصرًا، ولكن لم يتم إبلاغنا بأي تفاصيل عن الصفقة أو أي شيء يتعلق بالترويح. بينما كنا في السجن، بدأنا نسمع بعض الأحاديث التي تشير إلى وجود صفقة، ففهمنا أن هناك شيئًا ما قادم. وفي تلك اللحظات، بدأوا في تجهيزنا للخروج، حيث تم تغيير ملابسنا إلى ملابس سكنية، وقيدونا، ثم نقلونا إلى سجن عوفر".
 


وتابع "وصلنا إلى السجن حوالي الساعة الخامسة، وعندما نزلنا، تم التحدث معي من قبل مسؤول المنطقة الذي أبلغني أنه سيتم نقلي في صفقة مع مجموعة أخرى، وهي صفقة بين المقاومة وإسرائيل. وقال لي: "أنت اليوم ستغادر في هذه الصفقة." لم أستطع أن أبتسم في تلك اللحظة، فكانت مشاعر مختلطة من الفرح والحزن. قال لي أيضًا أنه ممنوع الاحتفال أو رفع أي رايات، وكان يجب أن نلتزم بالتعليمات".

ولفت خشان الى انه "هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في صفقة، الحمد لله. كنت قد تحررت في صفقة عام 2023، وهذه المرة الثانية في 2025. أشكر المقاومة على كل ما قامت به من أجلنا، وأتمنى أن يرحم الله شهداءنا في غزة، وأن يفك أسرى غزة ويشفي جرحاها. غزة عانت كثيرًا، لكن المقاومة كانت دائمًا هي الأمل، وهي التي ترفع الرأس".

واستطرد "بالنسبة لظروف اعتقالي، فقد كنت في السجن عندما استشهد أخي، وكان ذلك أصعب شيء في حياتي. حُرمت من أن أكون بجانبه في تلك اللحظة، ولكنني فخور به وبشهامته. أخي شهيد وأنا أرفع رأسي بذلك، فشهادته كانت اختيارًا من الله، وهو شفيع لنا بإذن الله. خلال فترة اعتقالي، كنت أسمع دائمًا "أخوك شهيد"، وهذا كان يشعرني بالفخر".

وأشار خشان الى ان "لقد قدمت عائلتي الكثير من التضحيات، وكان أخي دائمًا في السجون الاحتلالية، وواجه صعوبات كبيرة، لكنه ظل صامدًا. قدّم عمره للوطن وللأرض. الآن، رغم فقدان أخي الكبير الذي كان بمثابة الأب لي، إلا أنني أجد التعويض في إخواني الذين يعوضونني عن غيابه، وهم بالنسبة لي بمثابة أخوة كبار، وأعتبرهم في مقام أبي".

وختم خشان قائلاً "الحمد لله على كل حال، وإن شاء الله نستمر في طريق المقاومة والدفاع عن وطننا بكل ما نستطيع".

تم نسخ رابط الخبر