تغمر الفرحة الأسيرة الفلسطينية هتاف حبايبة، وهي كانت إحدى الأسيرات اللواتي قضين سنوات طويلة في سجون الاحتلال وتم تحريرها في إطار صفقة تبادل الأسرى بعد فترة من المعاناة والصمود.
تمثل هتاف مثالًا حيًا على قوة الإرادة والمقاومة الفلسطينية، حيث تعرضت للاعتقال والتعذيب لكنها ظلت صامدة في وجه الاحتلال، متحدّية كل الصعاب.
ويعكس واقع هتاف تضحيات الأسرى وعائلاتهم، ويؤكد على دور المقاومة في تحرير الأسرى وإعادتهم إلى أحضان عائلاتهم.
هتاف حبايبة، كما العديد من الأسيرات، تمثل رمزًا للنضال الفلسطيني المستمر في وجه الاحتلال الاسرائيلي.
وقالت هتاف متحدثة بعيد الافراج عنها ولقاء عائلتها "كنا نسمع منهم أنهم لم يرغبوا في هذه الصفقة، سواء كجيش أو كشاباك أو شاباس، وأن الحكومة هي من فرضت عليهم هذا القرار. كانوا يهددوننا ويقولون إنهم لا يخرجوننا من أجلنا، بل لأنهم مضطرون لذلك. لكننا، بدورنا، عملنا من أجل أن نرجع إلى بيوتنا وأسرنا، وكان كل كلامهم مليئًا بالتهديد والوعيد".
وتابعت هتاف "أما بالنسبة للحظات الأولى بعد خروجي من السجن، لا أستطيع وصف شعوري. الحمد لله الذي منّ عليّ بالحرية، فالشعور لا يمكن أن يوصَف بالكلمات. عندما رأيت السماء والغيوم، شعرت بشيء عظيم لا يستطيع الإنسان أن يتخيله إلا من جربه. ولكنني أيضًا كنت أحمل في قلبي الكثير من الحزن والخوف، خاصة على الفتيات اللواتي تركناهن في السجون. تركنا ثلاث فتيات من غزة، وثنتين من الداخل، وكذلك خمس فتيات من الضفة الغربية، وكنّ قد استُثنين من الصفقة السابقة، وظلوا ينتظرن مصيرهن".
وأكدت هتاف "كنا خائفين على مصيرهن، وعلى وضعهن، وحملنا هم الضفة الغربية، فكل يوم كنا نسمع أخبارًا عن الأوضاع هناك، سواء في جنين أو غيرها، وكنا في قمة القلق والخوف على الجميع. كما كنا حزينين جدًا على ما جرى في غزة، على الشهداء، والألم الذي يعيشه الناس هناك".
ولفتت هتاف الى انه "على الرغم من الفرح الكبير الذي شعرنا به بالخروج، إلا أن المشاعر كانت مختلطة بالحزن والخوف من المستقبل، فقد كنا نعيش بين الفرح والفخر لما حققته المقاومة، والحزن على ما تركناه خلفنا من أسرى وشهداء."
وختمت قائلة "عند اللحظة الأخيرة، عندما خرجنا من السجن، شعرت وكأنني وُلدت من جديد. الحمد لله على هذه النعمة. ورؤيتي لأهلي وأحبتي كانت أجمل ما في العالم. الله يجزيهم كل الخير على دعمهم لنا".