1. فلسطين

طوابير في غزة للحصول على بضعة ليترات من مياه الشرب بعضها ملوثة

|

يعاني قطاع غزة أزمة مياه جرّاء العدوان الذي بدأه الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني وخلّف دمارًا ومعاناة إنسانية متفاقمة.

وعلى الرغم من سريان هدنة إنسانية مؤقتة بدأت يوم الجمعة الماضي، إلا أن سكان قطاع غزة يحصلون الآن في أحسن الأحوال على 5% فقط من احتياجاتهم من ماء الشرب.
 


ويعيش الفرد في القطاع الفلسطيني المحاصر على 3 لترات يوميًا، في حين تفيد منظمة الصحة العالمية بأن حصة الفرد اليومية الطبيعية هي 50 لترًا يوميًا.

وقال المتحدث باسم بلدية غزّة حسني مهنا، إنّ المدينة تواجه أزمة عطش كبيرة بسبب عدم القدرة على تشغيل آبار المياه المتبقية بفعل عدم توفر الوقود، مشيراً إلى تسرب كميات كبيرة من الصرف الصحي تقدر بنحو 50 ألف كوب للبحر وبركة الشيخ رضوان، مما أدى لكارثة صحية.

وتشهد مدينة غزة طوابير على المياه من قبل المواطنين، للحصول على بضعة ليترات من المياه التي قد تكون ملوثة.

وتعتبر المياه الجوفية قرب الشريط الساحلي، من الجنوب إلى الشمال، المصدر الأول لمياه الشرب في قطاع غزة. غير أن 97% من مياه غزة غير صالح للشرب، لأنها مياه مالحة بسبب استنزافها واختلاطها بماء البحر، وملوثة بنسب عالية جدًا بالنترات والكلورايد بسبب مخلفات القصف والدمار وتسرب مياه الصرف الصحي إليها.

وعلى الرغم من وجود 3 محطات رئيسة لمعالجة المياه الجوفية في غزة؛ محطة القرارة والجنوب التي تزود المنطقة الجنوبية بالماء بما فيها خانيونس ومحطة دير البلح التي تغذي المناطق الوسطى ومحطة الشمال، إلا أن إسرائيل أخرجت هذه المحطات عن الخدمة بقصف المناطق المحيطة بها، إضافة إلى قطع الوقود الذي يشغلها.

بدورها، تشكل الآبار الجوفية المصدر الثاني للماء في قطاع غزة، ويدار معظمها من قبل البلديات. لكن هذه الآبار شحيحة أصلًا. وقد حفر الاحتلال ما يقدر بـ 26 بئرًا في مناطق الخط الفاصل (غلاف غزة) لإضعاف إمداد الآبار الغزية الجوفية.

وبينما تتوزع هذه الآبار في المناطق الحضرية في بيت حانون، وفي غزة، وفي خانيونس، ودير البلح وحتى مناطق رفح، إلا أنها أخرجت عن الخدمة بسبب ردمها وقصفها مباشرة وقطع الوقود عن محركات استخراج الماء.

إلى ذلك، يعدّ ما يعرف بالمياه السطحية والأنهار الناتجة عن فائض مياه الأمطار، وهي شبه معدومة، المصدر الثالث للمياه في قطاع غزة.

نظريًا، يشق مجرى وادي غزة القطاع، وينبع من خارجه، ويدخله مارًا بالمغراقة ويصب في المتوسط قرب منطقة الزهراء، تاركًا في مجراه عدة غدران شحيحة.

لكن "إسرائيل" وعلى مدار عقود، بنت سلسلة من الخزانات المائية وقنوات التحويل، وكذلك سدودًا صغيرة في غلاف غزة، أفقرت تغذية المجرى وحولته إلى مياه ضحلة وتجمعات مائية للمياه العادمة والنفايات.