1. فلسطين

الاحتلال الإسرائيلي يبدأ عملية إخلاء المناطق الشرقية من مدينة رفح

|

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أن عملية إخلاء المناطق الشرقية لمدينة رفح تشمل نحو 100 ألف شخص، وذلك بعد دعوته السكان لمغادرتها تمهيدًا لعملية برية محتملة في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة.

ويبلغ عدد السكان والنازحين حوالي ربع مليون أصبحوا مطالبين بالتوجه نحو منطقة المواصي غرب رفح وخان يونس.

وطال القرار الاسرائيلي حي السلام وقرية الشوكة ومناطق واسعة جنوب شرق رفح.

وألقت قوات الاحتلال منشورات في شرق رفح، وأرسلت رسائل نصية، وأجرت مكالمات هاتفية للفلسطينيين لإبلاغهم بتعليمات حول المناطق التي يجب إخلاؤها، والطرق التي يجب اتباعها إلى منطقة إنسانية معيّنة، على أن ينطبق أمر الإخلاء فقط على بعض الأحياء الشرقية لمدينة رفح في الوقت الحالي، وليس على المدينة بأكملها.

ونشر الجيش الإسرائيلي بيانًا يشمل "خرائط الإخلاء"، جاء فيه "نداء عاجل إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في منطقة بلدية الشوكة وبالأحياء - السلام الجنينة، تبة زراع والبيوك في منطقة رفح بالبلوكات: 10-16, 28, 270. جيش الدفاع سيعمل بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطق مكوثكم مثلما فعل حتى الآن. كل من يتواجد بالقرب من المنظمات الإرهابية يعرض حياته وحياة عائلته للخطر".

وتابع البيان: "من أجل سلامتكم يناشدكم جيش الدفاع بالإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية الموسعة بالمواصي. نحذّركم أن مدينة غزة ما زالت منطقة قتال خطيرة، امتنعوا من الرجوع شمالًا من وادي غزة. نحذّركم بعدم الاقتراب من السياج الأمني الشرقي والجنوبي".

وأوضح الاحتلال في بيانه أنه "يوسّع المنطقة الإنسانية في المواصي التي تشمل مستشفيات ميدانية وخيمًا وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات".

كما أشار إلى أن جيشه "يسمح بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يجري إدخالها إلى القطاع".

ولا يزال معبر "كرم أبو سالم" مع جنوب قطاع غزة مغلقًا في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنّته حركة "حماس" أمس على القوات المحتلة في المنطقة، لكنه قد يُفتح بعد تقييم جديد للوضع.

ودعا جيش الاحتلال سكان غزة في الأحياء الشرقية لرفح بالانتقال إلى المواصي، "حيث يجري في هذا الإطار توزيع المناشير وإرسال الرسائل النصية القصيرة والمكالمات الهاتفية فضلاً عن بث المعلومات عبر وسائل الإعلام العربية"، بحسب البيان.

وأضاف أن الجيش "سيواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب ومنها تفكيك حماس وإعادة جميع المختطفين".

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال، ردًا على سؤال بشأن عدد من سيجري إخلاؤهم، إن "التقديرات هي نحو 100 ألف"، مضيفًا أثناء إيجاز للصحافيين عبر الإنترنت، اليوم الإثنين: "هذا الصباح.. بدأنا عملية محدودة النطاق لإخلاء مدنيين بشكل موقت من الجزء الشرقي من رفح وهذه عملية محدودة النطاق".
 


وبحسب منظمة الصحة العالمية، يصل عدد المقيمين في المدينة إلى نحو 1.2 مليون شخص، نزح غالبيتهم من مناطق أخرى في القطاع جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ سبعة أشهر.

وحذّرت الولايات المتحدة والكثير من دول العالم، "إسرائيل" من شن عملية عسكرية برية في رفح، وسط مخاوف من تأثيرات قد تكون كارثية على المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة.

من جهتها، حذّرت مصر "إسرائيل" مرارًا من شنّ مثل هذه العملية، خاصة أنها تقع على مقربة كبيرة من حدودها، مشددة على رفضها "تهجير" الفلسطينيين الذين فرّوا من مناطق أخرى في القطاع، ويعيشون في خيام مكتظة قرب الحدود المصرية.

ومساء أمس الأحد، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات على 11 منزلاً في مدينة رفح، ما أودى بحياة 22 فلسطينيًا بينهم 8 أطفال.

وبعد مرور أكثر من 7 أشهر على العدوان الإسرائيلي في غزة، تزعم تل أبيب، أن رفح "تؤوي الآلاف من مقاتلي حماس"، وأنه "من المستحيل تحقيق النصر دون السيطرة على المدينة". ولذك، تعهّد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتنفيذ عملية عسكرية موسّعة في المدينة.

ولكن مع لجوء أكثر من مليون فلسطيني إلى رفح، فإن من شأن أي هجوم كبير عليها، أن يؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وسط قلق وتحذيرات أممية ودولية.

وذكرت صحيفة "تأيمز أوف إسرائيل"، أول من أمس السبت، أن "إسرائيل أطلعت مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على خطة الإجلاء قبل العملية العسكرية الإسرائيلية المنتظرة".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، قالت إنهم لا يُسمح لهم بالتعليق علنًا، قولهم إن الخطة التي قدّم الإسرائيليون تفاصيلها لم تغيّر وجهة نظر الإدارة الأمريكية بأن المضي قدمًا في عملية الاجتياح من شأنه أن يعرض عددًا كبيرًا من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء للخطر.