1. فلسطين

"أشبه بالقبر".. يونيوز تعاين مستشفى الشفاء بغزة بعد انسحاب الاحتلال عقب عملية دموية داخله

|

دخلت كاميرا يونيوز إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، حيث عاينت الأضرار وحجم الدمار بعد انسحاب القوات الإسرائيلية في أعقاب عملية عسكرية دموية داخل المستشفى وفي محيطه استمرّت أسبوعين على الأقل ارتكبت خلالها فطائع بحق المدنيين شملت إعدامات وقتل واعتقالات وتجويع وتخريب وإجلاء قسري.

وقالت إحدى الممرضات التي كانت محاصرة في المستشفى إنّ "المرضى كانوا يعانون من الجوع والعطش، ولم تكن تتوفر الخدمات الطبية اللازمة لمعالجة إصاباتهم"، واصفةً الوضع في المجمع بأنّه "أشبه بالقبر".

وانسحب جيش الإحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، فجر اليوم الإثنين، من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غربي مدينة غزة بعد عملية اقتحام وحصار استمرت أسبوعين، بينما عُثر على مئات الجثامين داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به.
 


وتوجهت قوات الإحتلال جنوبًا، حيث يوجد معسكر لها تتمركز فيه الدبابات والجرافات في المنطقة الواقعة بين حيي الشيخ عجلين وتل الهوى.

وكان انسحاب جيش الإحتلال فجر اليوم مفاجئًا، وقد تزامن مع إطلاق نار وإطلاق قذائف من الدبابات نحو مبان سكنية في محيط المجمع الطبي.

ويأتي الإنسحاب بعد هجوم إسرائيلي على المجمع ومحيطه لمدة أسبوعين أدى إلى استشهاد وجرح واعتقال مئات الفلسطينيين.

وقالت إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي إنّ ""الجيش قتل 200 واعتقل 500 آخرين واحتجز نحو 900 للتحقيق خلال عمليته بالمجمع الطبي ومحيطه".

وانتشرت جثامين متفحمة لشهداء في الشوارع والطرق المحيطة بمجمع الشفاء الطبي، في حين أفادت مصادر طبية بالعثور على مئات من جثامين الشهداء في المجمع والشوارع المحيطة به عقب انسحاب قوات الإحتلال.

وقالت المصادر إنّ "قوات الإحتلال أحرقت مباني المجمع الطبي وتسببت في خروجه بالكامل من الخدمة"، مؤكدةً أنّ حجم الدمار في المجمع والمباني المحيطة كبير جدًا.

وتوافد مئات الفلسطينيين لتفقد الدمار بمباني المجمع، وسارعت بعض العائلات لإخراج مصابين ومرضى كانوا محاصرين داخل المستشفى.

وخلال فترة الهجوم الإسرائيلي، تمّ انتشال عدد من الشهداء، فيما بقيت جثامين كثيرة ملقاة على الأرض في محيط المجمع والمباني السكنية، سواء في حي النصر أو شارع الوحدة وكذلك في الشاطئ الجنوبي والرمال الغربي، وهي مناطق كانت محاصرة من قبل قوات الإحتلال.

وكان جيش الإحتلال طوال هذه الفترة يعرقل وصول الفرق الإغاثية وممثلي المنظمات الدولية إلى المنطقة للقيام بمهام إنسانية أو عمليات إجلاء، ما أدى إلى أزمة إنسانية وصحية في محيط المجمع.

وقبل ساعات من انسحاب قوات الإحتلال، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس سلطات الإحتلال إلى فتح ممر إنساني إلى المجمع وتسهيل الوصول إليه بشكل عاجل حتى تتمكن المنظمة وشركاؤها من إجلاء المرضى وإنقاذهم.

وتعرض مجمع الشفاء الطبي على مدى أسبوعين لعدوان إسرائيلي واسع، مارست خلاله قوات الإحتلال مختلف أنواع العذاب والجرائم داخله بحق المرضى والنازحين والطواقم الطبية، وأعدمت واعتقلت العشرات.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ178 تواليًا، مخلفًا 32782 شهداء و75298 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.