1. لبنان

رغم الحرب والنزوح.. الحاج عباس رحمة من عيتا الشعب شاهد على قوة الإرادة والصمود

lebanon |
lebanon

في قلب الجنوب اللبناني، بين جباله وأوديته، تقبع قرية عيتا الشعب التي تحمل في طياتها قصصا لا تنتهي عن الصمود و الثبات والمقاومة.

من هذه البقعة الجغرافية الصغيرة يشع الحاج عباس رحمة بنور الأمل والصمود، هو رجل لبناني جنوبي يحمل في قلبه معنى الصمود والمقاومة بوجه الظلم والعدوان.

الحاج عباس رحمة، رغم ما تعرض له من تهجير بسبب العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، لم يستسلم لليأس، بل انتصر بإرادته الصلبة على الظروف القاسية، وتحولت محنته إلى منحة. فبعد أن أجبر على ترك منزله ومحلاته التي تضررت بسبب العدوان، وجد نفسه وعائلته في مدينة صور بعيدا عن كل ما كان مألوفا له، بدلا من الجلوس بلا عمل اختار الحاج عباس العمل بجد وكفاح فافتتح بسطة خضار ليعيل بها عائلته مستخدما مهارته التجارية السابقة.
 


يستيقظ الحاج عباس كل صباح باكرا، يشتري الخضروات من السوق المحلي، الحسية، بأسعار الجملة ويعرضها في بسطته البسيطة بمساعدة ابنه ليبيعها للمارة والسائقين. هذا الإنسان وجد في التحدي فرصة للنهوض من جديد، يحكي الحاج عباس قصته لكل من يمر بجانب بستطه، يشاركهم تجربته، ويعطيهم أملا في ان الحياة تستمر وان العزيمة هي السلاح الأقوى أمام الصعاب.

يثبت الحاج عباس، يوميًا، أن المقاومة ليست فقط في ساحة القتال، بل هي في كل حياة تتواصل رغم الصعاب. فهو يقاوم بالبقاء والصمود، ويقدم للجميع درسًا في الشجاعة والصبر. وهو لم يستسلم للأوضاع الاقتصادية الصعبة والحرب، بل قرر المضي قدما في الحياة، محققا بذلك مقاومة في وجه العدو الاسرائيلي من نوع آخر.

يعمل الحاج عباس دون هوادة، ليحافظ على حياته وحياة عائلته. ورغم بعده عن منزله، يحافظ الحاج على حبه وتعلقه بأرضه، ويحلم بالعودة يوما الى عيتا الشعب، الى منزله الذي تركه خلفه، الى محلاته التي شهدت نجاحاته وتحدياته، ويحلم بأن يعود يوما ويبني من جديد ليكون شاهدا على قوة الإرادة والصمود.

ورغم الجروح والألم، يتحلى الحاج عباس بالثبات والصبر، ويعيش يومه بكرامة، مصراً على التغلب على التحديات التي فرضتها الحرب. ويعتبر الحاج عباس رمزاً للصمود والمقاومة في الجنوب، حيث يعكس صورة الشعب اللبناني الباسل الذي لا يعرف الاستسلام ولا يرضى بأقل من الحرية والعزة.

ومنذ الثامن من اكتوبر، تشهد القرى اللبنانية عل الحدود مع فلسطين المحتلة قصفا اسرائيلي ادى الى تهجير العديد من المواطنين الى مناطق اخرى، بعيد دخول حزب الله في معركة طوفان الاقصى دعما للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان فتاك منذ اكثر من ثلاثة اشهر.