1. فلسطين

خطة تهجير أبناء رفح.. واشنطن ومصر لا تعارضان و"إسرائيل" تريد إطباق الحصار على غزة

|

يواصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تجاهل التحذيرات الدولية والأميركية والعربية من مخاطر عمليته العسكرية المرتقبة في رفح، إذ تشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صدّق بالفعل على العملية العسكرية.

ويأتي إصرار نتنياهو على العملية، في وقت تخشى فيه الأمم المتحدة، والعديد من الدول، من التبعات الإنسانية على الفلسطينيين المتكدّسين في مدينة رفح التي نزح إليها نحو 1.5 مليون شخص هربًا من القصف الإسرائيلي، لينضموا إلى نحو 180 ألفًا من سكانها، في مساحة لا تزيد عن 55 كيلومترًا مربعًا.

ويروّج الاحتلال الاسرائيلي بأن ما يدفعه للقيام بهذه العملية، هو "سحق ما تبقّى من قوات حماس العسكرية"، ومن أنفاق ضخمة تمتدّ من رفح باتجاه سيناء، وأن قيادة "حماس" موجودة هي والأسرى هناك.

ويُذكر أن إعلان الاحتلال عن بدء التحضير لعملية عسكرية كبيرة تستهدف منطقة رفح جنوب قطاع غزة، لا يبدو وليدة الأيام الأخيرة، بل عملية تستند إلى القوة النارية، كما تتطلّب عملية برية على غرار ما حصل في بقية مناطق القطاع. إذ إن "إسرائيل"، التي تعرف أن هناك مشكلة حقيقية تمثّلها مخيمات نحو مليون ونصف نازح فلسطيني، باشرت العمل على الخطة منذ وقت غير قصير. وما أعلنته عن الاستعداد، إنما كان صافرة الانطلاق.

وانتزعت "إسرائيل" موافقة أميركية ومصرية مشروطة على العملية. رغم حديث الأميركيين كثيرًا عن قلقهم من العملية أمام الشاشات لتلمّس الحرج أمام الرأي العام، وخصوصًا بعد قرار المحكمة الدولية، لكن واشنطن تريد فعلًا عملية بسقف زمني ومدى جغرافي يضمن لها عدم تكرار ما حصل في بقية المناطق.

بينما يريد المصريون التأكد، وبالمباشر، أن العملية العسكرية في رفح لن تدفع بأيّ نازح فلسطيني إلى تجاوز الحدود باتجاه سيناء، وأنهم هم من يقرّرون تشكيل السلطات المحلية الجديدة في غزة.

وعلى هذا الأساس، أنتجت المحادثات خطة متكاملة من نقاط عدة لتهجير مئات الآلاف من نازحي رفح إلى مناطق جديدة.

وتقضي الخطة بإنجاز اتفاق سياسي - أمني بين دولة الاحتلال وكلّ من مصر والأردن والإمارات، على كيفية إنشاء وتمويل وإدارة المخيمات الجديدة، على أن تدفع الولايات المتحدة لمصر ما تتعهّد مصر بإنفاقه.

وسيجري تحديد المكان الجديد لتجمّع النازحين في المناطق الغربية لقطاع غزة حصرًا، ضمن شريط ساحلي يمتد من منطقة المواصي (جنوب غرب القطاع) إلى منطقة الشيج عجلين (جنوب مدينة غزة شمالًا). إذ ثبت الاحتلال فكرة سماحه بإقامة مخيمات في مناطق الشمال، لكنه وافق على إقامة نقطة جديدة في منطقة مفتوحة تقع في شمال غرب خانيونس.

وأُطلق على نقاط التجمّعات الجديدة اسم «قرى المخيمات»، تتّسع كل قرية لنحو 25 ألف خيمة، وبعضها أكثر من ذلك، ويجري توزيع النازحين عليها، وفق قواعد بيانات تأخذ بالحسبان صلات القربى، وإلزام الناس لاختيار ممثلين عنهم، سواء من المخاتير أو الوجهاء، لتولّي عملية التنسيق، وضمان عدم وجو أيّ دور مدني أو سياسي أو إداري لأيّ شخص على صلة بحركة "حماس".
 


وتضمّنت الخطة عزل شمال غزة كاملًا، من منطقة الشيخ عجلين وكل المنطقة الواقعة شمال وادي غزة باتجاه الشرق، مع عدم القيام بأيّ نشاط دعم إنساني هناك، لدفع ما بقي من السكان النزوح إلى أماكن المخيمات للحصول على الدعم.

واشترطت الخطة تولّي "إسرائيل" إقفال جميع المعابر الحدودية من الجانب المصري (معبرَي رفح وكرم أبو سالم)، وجعل الحركة جارية للشاحنات الآتية من مصر أو الأردن عبر المعابر التي تقع عند الحدود الشرقية للقطاع، على أن يُحصر مسار الحركة بخطّ واحد يدخل من وسط القطاع ثم يتوزّع على الطريق البحري (شارع الرشيد) كما هي حال حركة الناس.

ويفترض ان تلتزم الدول التي تريد إدخال المساعدات بإيداع ما لديها تحت وصاية الجانبَين المصري والأردني، وأن تتولى الإمارات إقامة ميناء عائم، في المنطقة المقابلة لـ"حديقة شرم". ليجري عنده إنزال المساعدات وتوزيعها عبر سيارات في شارع الرشيد، بعد أن تخضع هذه المساعدات لتفتيش مسبق من سلطات حكومة الاحتلال.

وتوعز الخطة إلى السلطات المصرية عملية إقامة المخيمات ونصب الخيام ومراكز الصرف الصحي المؤقتة إلى جانب مراكز لتزويد المياه (بتمويل أميركي - سعودي)، على أن تقام «مستوصفات ميدانية»، ويبقى قرار إخراج الجرحى إلى خارج القطاع بيد مصر التي تنسّقه مع قوات الاحتلال.

وقال الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، إنه تمكن "من تحرير رهينتين، كانا محتجزين لدى حماس" منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في عملية نفّذتها قوات خاصة في مدينة رفح.

وتواصل القصف الإسرائيلي على مدينة رفح منذ ليل الأحد/الإثنين، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في بيان له اليوم، إن 67 شهيدًا وصلوا المستشفيات نتيجة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح ولا تزال عملية انتشال الضحايا مستمرة.

يأتي ذلك بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي المدمّر برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة لليوم الـ 129، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة ما يقرب من 86 ألفًا، فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف مفقود تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف إليهم.